مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{فَمَنۡ خَافَ مِن مُّوصٖ جَنَفًا أَوۡ إِثۡمٗا فَأَصۡلَحَ بَيۡنَهُمۡ فَلَآ إِثۡمَ عَلَيۡهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ} (182)

{ فَمَنْ خَافَ } علم وهذا شائع في كلامهم يقولون أخاف أن ترسل السماء ويريدون الظن الغالب الجاري مجرى العلم { مِن مُّوصٍ } «موصّ » : كوفي غير حفص . { جَنَفًا } ميلاً عن الحق بالخطإ في الوصية { أَوْ إِثْماً } تعمداً للحيف { فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ } بين الموصى لهم وهم الوالدان والأقربون بإجرائهم على طريق الشرع { فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ } حينئذ ، لأن تبديله تبديل باطل إلى حق ، ذكر من يبدل بالباطل ، ثم من يبدل بالحق ، ليعلم أن كل تبديل لا يؤثم .

وقيل : هذا في حال حياة الموصي ، أي : فمن حضر وصيته فرآه على خلاف الشرع فنهاه عن ذلك وحمله على الصلاح فلا إثم على هذا الموصي بما قال أولاً { إِنَّ الله غَفُورٌ رَّحِيمٌ } .