السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{فَمَنۡ خَافَ مِن مُّوصٖ جَنَفًا أَوۡ إِثۡمٗا فَأَصۡلَحَ بَيۡنَهُمۡ فَلَآ إِثۡمَ عَلَيۡهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ} (182)

{ فمن خاف من موص } أي : توقع وعلم كقوله تعالى : { فإن خفتم أن لا يقيما حدود الله } ( البقرة ، 229 ) أي علمتم وقرأ حمزة بإمالة الألف بعد الخاء من خاف حيث جاء ، وقرأ شعبة وحمزة والكسائي بفتح الواو من موص وتشديد الصاد ، والباقون بسكون الواو وتخفيف الصاد { جنفاً } أي ميلاً عن الحق بالخطأ في الوصية { أو إثماً } بأن تعمد الحيف في الوصية { فأصلح بينهم } بين الوصي والموصى لهم بإجرائهم على نهج الشرع { فلا إثم عليه } في هذا التبديل ؛ لأنه تبديل ؛ باطل إلى الحق بخلاف الأوّل { إن الله غفور رحيم } فيه وعد للمصلح وذكر المغفرة لمطابقة ذكر الإثم وكون الفعل من جنس ما يؤثم .