فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{فَمَنۡ خَافَ مِن مُّوصٖ جَنَفًا أَوۡ إِثۡمٗا فَأَصۡلَحَ بَيۡنَهُمۡ فَلَآ إِثۡمَ عَلَيۡهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ} (182)

{ جنفا } ميلا وجورا .

{ فمن خاف من موص جنفا أو إثما } الجنف . . الميل والجور والمراد به الميل في الوصية من غير قصد بقرينة مقابلته بالإثم فإنه إنما يكون القصد ومعنى { خاف } توقع . . { فأصلح بينهم } أي بين الموصى لهم من الوالدين والأقربين بإجرائهم على نهج الشرع وقيل المراد فعل ما فيه الصلاح بين الموصي والموصى له بأن يأمر بالعدل والرجوع عن الزيادة وكونها للأغنياء . . { فلا إثم عليه } في ذلك التبديل لأنه تبديل باطل إلى الحق { إن الله غفور رحيم } تذييل أتي به للوعد بالثواب للمصلح على إصلاحه وذكر المغفرة مع أن الإصلاح من الطاعات ، وهي إنما تليق من فعل ما لا يجوز لتقدم ذكر الإثم الذي تتعلق به المغفرة . . . وفائدتها التنبيه على الأعلى بما دونه يعني أنه تعالى غفور للآثام فلأن يكون رحيما من أطاعه من باب الأولى{[586]} .


[586]:ما بين العارضتين من روح المعاني بتصرف يسير.