مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌۖ أُجِيبُ دَعۡوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِۖ فَلۡيَسۡتَجِيبُواْ لِي وَلۡيُؤۡمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمۡ يَرۡشُدُونَ} (186)

ولما قال أعرابي لرسول الله صلى الله عليه وسلم : أقريب ربنا فنناجيه أم بعيد فنناديه ؟ نزل { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنّي فَإِنّي قَرِيبٌ } علماً وإجابة لتعاليه عن القرب مكاناً { أُجِيبُ دَعْوَةَ الداع إِذَا دَعَانِ } «الداعي » «دعاني » في الحالين : سهل ويعقوب ، ووافقهما أبو عمرو ونافع غير قالون في الوصل .

غيرهم بغير ياء في الحالين . ثم إجابة الدعاء وعد صدق من الله لا خلف فيه ، غير أن إجابة الدعوة تخالف قضاء الحاجة فإجابة الدعوة أن يقول العبد يا رب فيقول الله لبيك عبدي ، وهذا أمر موعود موجود لكل مؤمن ، وقضاء الحاجة إعطاء المراد ، وذا قد يكون ناجزاً وقد يكون بعد مدة وقد يكون في الآخرة وقد تكون الخيرة له في غيره . { فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِى } إذا دعوتهم للإيمان والطاعة كما أني أجيبهم إذا دعوني لحوائجهم { وَلْيُؤْمِنُواْ بِى } واللام فيهما للأمر { لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ } ليكونوا على رجاء من إصابة الرشد وهو ضد الغي .