مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{قَالُواْ ٱطَّيَّرۡنَا بِكَ وَبِمَن مَّعَكَۚ قَالَ طَـٰٓئِرُكُمۡ عِندَ ٱللَّهِۖ بَلۡ أَنتُمۡ قَوۡمٞ تُفۡتَنُونَ} (47)

{ قَالُواْ اطيرنا بِكَ } تشاءمنا بك لأنهم قحطوا عند مبعثه لتكذيبهم فنسبوه إلى مجيئه . والأصل { تَطَيَّرْنَا } وقريء به فأدغمت التاء في الطاء وزيدت الألف لسكون الطاء { وَبِمَن مَّعَكَ } من المؤمنين { قَالَ طَائِرُكُمْ عِندَ الله } أي سببكم الذي يجيء منه خيركم وشركم عند الله وهو قدره وقسمته ، أو عملكم مكتوب عند الله فإنما نزل بكم ما نزل عقوبة لكم وفتنة ومنه { وَكُلَّ إنسان ألزمناه طَئِرَهُ فِى عُنُقِهِ } [ الإسراء : 13 ] وأصله أن المسافر إذا مر بطائر فيزجره فإن مر سانحاً تيامن ، وإذا مر بارحاً تشاءم ، فلما نسبوا الخير والشر إلى الطائر استعير لما كان سببهما من قدر الله وقسمته ، أو من عمل العبد الذي هو السبب في الرحمة والنقمة { بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ } تختبرون أو تعذبون بذنبكم .