فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{قَالُواْ ٱطَّيَّرۡنَا بِكَ وَبِمَن مَّعَكَۚ قَالَ طَـٰٓئِرُكُمۡ عِندَ ٱللَّهِۖ بَلۡ أَنتُمۡ قَوۡمٞ تُفۡتَنُونَ} (47)

{ قالوا اطيرنا بك وبمن معك قال طائركم عند الله بل أنتم قوم تفتنون47 }

من جهلهم ظنوا السوء بنبيهم وبربهم ، وتطيروا من دعوة نبيهم لهم ، وقالوا : . . ما نرى في وجهك ولا في وجوه أتباعك بشرى بخير يصيبنا ، وأصل الطيرة : أن يزجر المتطير طيرا ، فإن أخذت يمينا تفاءل ، وإن اتجهت في طيرانها ناحية الشمال تطير وتوقع النحس والشؤم .

وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم النهي عن الطيرة ، والتنفير من الركون إليها ، أو التسليم بصحتها فضلا عن التأثر بها{[2865]} ، روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " لا طيرة وخيرها الفأل " قالوا : وما الفأل ؟ قال : " الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم " . .

فرد صالح على قومه مقالتهم المتطيرة به وبمن معه قائلا : كل ما ينتظركم ويحل بكم وتترقبون يأتيكم به الله وحده ، والذي أدعوكم إليه ليس مما تسوء عاقبته ، وإنما أنتم الذين فتنكم الشيطان من توحيد ربكم وطاعته ، وزين لكم سوء عملكم فرأيتموه حسنا ، وحسبتم أن ما متعتم به سيخلدكم ، ولكن هيهات ! )أتتركون في ما هاهنا آمنين . في جنات وعيون . وزرع ونخل طلعها هضيم . وتنحتون من الجبال بيوتا فارهين( {[2866]} .


[2865]:مما جاء في المأثور: اللهم لا طير إلا طيرك، ولا خير إلا خيرك، ولا إله غيرك.
[2866]:سورة الشعراء. الآيات من: 146 إلى 149.