محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{قَالُواْ ٱطَّيَّرۡنَا بِكَ وَبِمَن مَّعَكَۚ قَالَ طَـٰٓئِرُكُمۡ عِندَ ٱللَّهِۖ بَلۡ أَنتُمۡ قَوۡمٞ تُفۡتَنُونَ} (47)

{ قَالُوا اطَّيَّرْنَا } أي تطيرنا تشاءمنا { بِكَ وَبِمَن مَّعَكَ } أي من المؤمنين . وقد كانوا ، لشقائهم ، إذا أصيبوا بسوء قالوا : هذا من قبيل صالح وصحبه { قَالَ طَائِرُكُمْ عِندَ اللَّهِ } أي سبيلكم الذي يجيء منه خيركم وشركم عند الله . وهو قدره وقسمته ، إن شاء رزقكم وإن شاء حرمكم . قاله الزمخشري .

قال الشهاب : لما كان المسافر من العرب إذا خرج مر به طائر سانحا ، وهو ما وليه بميسرته ، أو بارحا وهو ما وليه بميمنته – تيمنوا بالأول وتشاءموا بالثاني . ونسبوا الخير والشر إلى الطائر . ثم استعير لما كان سبب الرحمة والنقمة . ومنه ( طائر الله ، لا طائرك ) { بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ } أي مفتونون بضلالكم وكفركم . لا ترون حسنا إلا ما يوافق هواكم ، ولا شؤما إلا يخالفه .