مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{فَقَالَ إِنِّيٓ أَحۡبَبۡتُ حُبَّ ٱلۡخَيۡرِ عَن ذِكۡرِ رَبِّي حَتَّىٰ تَوَارَتۡ بِٱلۡحِجَابِ} (32)

{ فَقَالَ إِنِّى أَحْبَبْتُ حُبَّ الخير عَن ذِكْرِ رَبِىِّ } أي آثرت حب الخيل عن ذكر ربي كذا عن الزجاج . فأحببت بمعنى آثرت كقوله تعالى { فاستحبوا العمى عَلَى الهدى } [ فصلت : 17 ] و «عن » بمعنى «على » ، وسمى الخيل خيراً كأنها نفس الخير لتعلق الخير بها كما قال عليه السلام " الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة " وقال أبو علي : أحببت بمعنى جلست من إحباب البعير وهو بروكه . حب الخير أي المال مفعول له مضاف إلى المفعول { حتى تَوَارَتْ } الشمس { بالحجاب } والذي دل على أن الضمير للشمس مررو ذكر العشي ولا بد للضمير من جري ذكر أو دليل ذكر ، أو الضمير للصافنات أي حتى توارت بحجاب الليل يعني الظلام