تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{فَقَالَ إِنِّيٓ أَحۡبَبۡتُ حُبَّ ٱلۡخَيۡرِ عَن ذِكۡرِ رَبِّي حَتَّىٰ تَوَارَتۡ بِٱلۡحِجَابِ} (32)

قوله تعالى : { فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ } دل ما سبق من ذكر الصافنات الجياد بالعشي على أن قوله عز وجل : { حتى توارت بالحجاب } إنما أراد به توارت الشمس بالحجاب ، إذ ليس شيء يتوارى بالحجاب في ذلك الوقت سوى الشمس .

ثم قوله : { إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ } يحتمل وجهين :

أحدهما : { إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ } حتى شغلني الخير { عن ذكر ربي } إذ المحبة يجوز أن يكنى بها عن الإيثار ، والله أعلم .

والثاني : { إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ } حبا حتى شغلني الخير { عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب } توارت الشمس بالحجاب على التقديم والتأخير ، والله أعلم .

ثم قوله عز وجل { حب الخير } يجوز ان يكنى الخير عن الخيل نفسه على ما وي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال . ( الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة ) [ البخاري : 3644 ] سمى الخيل خيرا . فعلى ذلك قوله تعالى : { إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي } والله أعلم . وقال بعضهم : صفوفها : قيامها وبسطها قوائمها .