مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{فَبِمَا نَقۡضِهِم مِّيثَٰقَهُمۡ وَكُفۡرِهِم بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ وَقَتۡلِهِمُ ٱلۡأَنۢبِيَآءَ بِغَيۡرِ حَقّٖ وَقَوۡلِهِمۡ قُلُوبُنَا غُلۡفُۢۚ بَلۡ طَبَعَ ٱللَّهُ عَلَيۡهَا بِكُفۡرِهِمۡ فَلَا يُؤۡمِنُونَ إِلَّا قَلِيلٗا} (155)

{ فَبِمَا نَقْضِهِم } أي فبنقضهم و «ما » مزيدة للتوكيد والباء يتعلق بقوله «حرمنا عليهم طيبات » تقديره حرمنا عليهم طيبات بنقضهم ميثاقهم ، وقوله «فبظلم من الذين هادوا » بدل من قوله «فبما نقضهم » { ميثاقهم } ومعنى التوكيد تحقيق أن تحريم الطيبات لم يكن إلا بنقض العهد وما عطف عليه من الكفر وقتل الأنبياء وغير ذلك { وَكُفْرِهِم بئايات الله } أي معجزات موسى عليه السلام { وَقَتْلِهِمُ الأنبياء } كزكريا ويحيى وغيرهما { بِغَيْرِ حَقٍّ } بغير سبب يستحقون به القتل { وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ } جمع أغلف أي محجوبة لا يتوصل إليها شيء من الذكر والوعظ { بَلْ طَبَعَ الله عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ } هو رد وإنكار لقولهم «قلوبنا غلف » { فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً } كعبد الله بن سلام وأصحابه