مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{تُدَمِّرُ كُلَّ شَيۡءِۭ بِأَمۡرِ رَبِّهَا فَأَصۡبَحُواْ لَا يُرَىٰٓ إِلَّا مَسَٰكِنُهُمۡۚ كَذَٰلِكَ نَجۡزِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡمُجۡرِمِينَ} (25)

تُدَمِّرُ كُلَّ شَىْءٍ } تهلك من نفوس عاد وأموالهم الجم الكثير فعبر عن الكثرة بالكلية { بِأَمْرِ رَبِّهَا } رب الريح { فَأْصْبَحُواْ لاَ يرى إِلاَّ مساكنهم } عاصم وحمزة وخلف أي لا يرى شيء إلا مساكنهم . غيرهم { لاَّ ترى إِلاَّ مساكنهم } والخطاب للرائي من كان .

{ كَذَلِكَ نَجْزِى القوم المجرمين } أي مثل ذلك نجزي من أجرم مثل جرمهم وهو تحذير لمشركي العرب . عن ابن عباس رضي الله عنهما : اعتزل هود عليه السلام ومن معه في حظيرة ما يصيبهم من الريح إلا ما تلذه الأنفس ، وإنها لتمر من عاد بالظعن بين السماء والأرض وتدمغهم بالحجارة .