وكان استعجالهم حين قالوا : يا هود { فائتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين } [ الأعراف :7 ] ، وكانوا أهل عمود سيارة في الربيع فإذا هاج العمود رجعوا إلى منازلهم وكانوا من قبيلة آدم بن شيم بن سام بن توح ، وكانوا أصهاره ، وكان طول أحدهم اثني عشر ذراعا ، وكان فيهم الملك ، فلما كذبوا هودا حبس الله عنهم المطر ثلاث سنين فلما دنا هلاكهم أوحى الله إلى الخزان ، خزان الريح أن أرسلوا عليهم من الريح مثل منخر الثور .
فقالت الخزان : يا رب ، إذا تنسف الريح الأرض ومن عليها ، قال : أرسلوا عليهم مثل خرق الخاتم ، يعني على قدر حلقة الخاتم ، ففعلوا فجاءت ريح باردة شديدة تسمى الدبور من وراء كاوك الرمل وكان المطر يأتيهم من تلك الناحية فيما مضى فمن ثم : قالوا هذا عارض ممطرنا ، فعمد هو فخط على نفسه ، وعلى المؤمنين خطا إلى أصل شجرة ينبع من ساقها عين فلم يدخل عليهم من الريح إلا النسيم الطيب ، وجعلت الريح شدتها تجئ بالطعن بين السماء والأرض ، فلما رأوا أنهار ريح قالوا : يا هود إن ريحك هذا لا تزيل أقدامنا ، وقالوا : من أشد منا قوة ، يعني بطشا فقاموا صفوفا فاستقبلوها بصدورهم فأزالت الريح أقدامهم ، فقالوا : يا هود ، إن ريحك هذه تزيل أقدامنا فألقتهم الريح لوجوههم ونسفت عليهم الرمل حتى إنه يسمع أنين احدهم من تحت الرمل ، فذلك قوله :{ أو لم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة } [ فصلت :15 ] ، وقال لهم هود حين جاءتهم الريح إنها :{ تدمر كل شيء بأمر ربها } يعني تهلك كل شيء من عاد بأمر ربهما من الناس والأموال والدواب ، بإذن ربها يقول الله ، تعالى لمحمد صلى الله عليه وسلم :{ فأصبحوا لا يرى إلا مساكنهم } بالشجر ولم يبق لهم شيء { كذلك } يقول هكذا { نجزي } بالعذاب { القوم المجرمين } آية بتكذيبهم وهاجت الريح غدوة وسكنت بالعشي اليوم الثامن عند غروب الشمس ، فذلك قوله :{ سخرها عليهم سبع ليال } [ الحاقة :7 ] يعني كامة دائمة متتابعة ، قال النبي صلى الله عليه وسلم :" نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور ، ثم بعث الله طيرا سودا فالتقطتهم حتى ألقتهم في البحر" .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.