الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{تُدَمِّرُ كُلَّ شَيۡءِۭ بِأَمۡرِ رَبِّهَا فَأَصۡبَحُواْ لَا يُرَىٰٓ إِلَّا مَسَٰكِنُهُمۡۚ كَذَٰلِكَ نَجۡزِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡمُجۡرِمِينَ} (25)

قوله : { فَأْصْبَحُواْ لاَ يُرَى إِلاَّ مَسَاكِنُهُمْ } : قرأ حمزةُ وعاصم " لا يُرَى " بضمِّ الياءِ مِنْ تحتُ مبنياً للمفعولِ ، " مَسَاكنُهم " بالرفع لقيامِه مقامَ الفاعلِ . والباقون من السبعةِ بفتح تاءِ الخطاب " مَساكنَهم " بالنصب مفعولاً به . والجحدريُّ والأعمش وابنُ أبي إسحاقَ والسُّلميُّ وأبو رجاءٍ بضمِّ التاءِ مِنْ فوقُ مبنياً للمفعول . " مساكنُهم " بالرفع لقيامِه مقامَ الفاعل ، إلاَّ أنَّ هذا عند الجمهور لا يجوزُ ، أعني إذا كان الفاصلُ " إلاَّ " فإنه يمتنع لَحاقُ علامةِ التأنيثِ في الفعل إلاَّ في ضرورةٍ كقولِه :

/4045 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . *** وما بَقِيَتْ إلاَّ الضلوعُ الجراشِعُ

وقول الآخر :

4046 كأنه جَمَلٌ هَمٌّ وما بَقِيَتْ *** إلاَّ النَّحِيزةُ والألواحُ والعَصَبُ

وعيسى الهمداني " لا يُرى " بالياء مِنْ تحتُ مبنياً للمفعول ، " مَسْكَنُهم " بالتوحيد . ونصر بن عاصم بتاء الخطاب " مَسْكَنَهم " بالتوحيد أيضاً منصوباً ، واجتُزِئ بالواحد عن الجمع .