محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{تُدَمِّرُ كُلَّ شَيۡءِۭ بِأَمۡرِ رَبِّهَا فَأَصۡبَحُواْ لَا يُرَىٰٓ إِلَّا مَسَٰكِنُهُمۡۚ كَذَٰلِكَ نَجۡزِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡمُجۡرِمِينَ} (25)

{ فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم } أي فلما جاءهم عذاب الله الذي استعجلوه ، / فرأوه عارضا في ناحية من نواحي السماء ، متجها نحو مزارعهم { قالوا هذا عارض } أي سحاب عارض { ممطرنا } أي بغيث نحيا به { بل هو } أي قال هود بل هو { ما استعجلتم به } أي من العذاب { ريح } أي هي ريح . أو بدل من ( ما ) ، { فيها عذاب أليم * تدمر } أي تهلك { كل شيء } أي من أموالهم وأنفسهم { بأمر ربها } أي إذنه الذي لا يعارض ، فلم تدفع عنهم آلهتهم ، بل دمرتهم { فأصبحوا لا يرى إلا مساكنهم } أي بيوتهم .

ثم أشار إلى أن هذا لا يقتصر على عاد ، بل ينتظر لمن كان على شاكلتهم من أهل مكة وغيرها ، بقوله { كذلك نجزي القوم المجرمين } أي الكافرين إذا تمادوا في غيهم ، وطغوا على ربهم .