معاني القرآن للفراء - الفراء  
{تُدَمِّرُ كُلَّ شَيۡءِۭ بِأَمۡرِ رَبِّهَا فَأَصۡبَحُواْ لَا يُرَىٰٓ إِلَّا مَسَٰكِنُهُمۡۚ كَذَٰلِكَ نَجۡزِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡمُجۡرِمِينَ} (25)

وقوله : { فَأْصْبَحُواْ لاَ يُرَى إِلاَّ مَسَاكِنُهُمْ } .

قرأها الأعمش وَعاصم وَحمزة «لا يُرَى إلا مساكنهم » .

قال الفراء : وقرأها على بن أبى طالب ، رحمه الله .

[ حدثنا محمد قال ] حدثنا الفراء قال : حدثني محمد بن الفضل الخرساني عن عطاء بن السائب ، عن أبى عبد الرحمن عن على بن أبي طالب أنه قال : «لا تَرَى إلا مساكِنَهم » .

[ حدثنا محمد قال ] حدثنا الفراء قال وَحدثني الكسائي عن قطر بن خليفة عن مجاهد أنه قرأ : «فأصبحوا لا تَرى إلا مساكنهم » . قال : وَقرأ الحسنُ : «فأصبحوا لا تُرى إلا مساكنُهم » وفيه قبح في العربية ؛ لأن العرب إذا جعل فِعْل المؤنث قبل إِلا ذَكَّروه ، فقالوا : لم يقم إِلا جاريُتَك ، وما قام إِلا جاريتك ، ولا يكادون يقولون : ما قامت إِلا جاريتك ، وَذلك أن المتروك أحد ، فأحد إذا كانت لمؤنث أو مذكر ففعلهما مذكر . ألا ترى أنك تقول : إن قام أحد منهن فاضربه ، وَلا تقل : إن قامت إلا مستكرها ، وَهو على ذلك جائز . قال أنشدني المفضل :

وَنارُنا لم تُر ناراً مِثْلُها *** قد عِلِمت ذكَ ا معدّ أكْرما

فأنث فعل ( مثل ) ؛ لأنه للنار ، وأجود الكلام أن تقول : مارُئي إِلا مثلها .