{ تُدَمّرُ كُلَّ شَيْء بِأَمْرِ رَبّهَا } هذه الجملة صفة ثانية لريح ، أي تهلك كل شيء مرّت به من نفوس عاد وأموالها ، والتدمير : الإهلاك ، وكذا الدمار ، وقرئ ( يدمر ) بالتحتية مفتوحة وسكون الدال وضم الميم ، ورفع ( كلّ ) على الفاعلية من دمر دماراً ، ومعنى { بِأَمْرِ رَبّهَا } أن ذلك بقضائه وقدره { فَأْصْبَحُواْ لاَ تَرَى إلا مساكنهم } أي لا ترى أنت يا محمد ، أو كل من يصلح للرؤية إلاّ مساكنهم بعد ذهاب أنفسهم وأموالهم . قرأ الجمهور { لاَ تَرَى } بالفوقية على الخطاب ، ونصب مساكنهم . وقرأ حمزة ، وعاصم بالتحتية مضمومة مبنياً للمفعول ، ورفع مساكنهم . قال سيبويه : معناه لا يرى أشخاصهم إلاّ مساكنهم ، واختار أبو عبيد وأبو حاتم القراءة الثانية . قال الكسائي ، والزجاج : معناها لا يرى شيء إلاّ مساكنهم ، فهي محمولة على المعنى كما تقول : ما قام إلاّ هند ، والمعنى : ما قام أحد إلاّ هند ، وفي الكلام حذف ، والتقدير : فجاءتهم الريح فدمرتهم ، فأصبحوا لا يرى إلاّ مساكنهم { كذلك نَجْزِي القوم المجرمين } أي مثل ذلك الجزاء نجزي هؤلاء ، وقد مرّ بيان هذه القصة في سورة الأعراف .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.