مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{وَلَوۡ أَنَّهُمۡ صَبَرُواْ حَتَّىٰ تَخۡرُجَ إِلَيۡهِمۡ لَكَانَ خَيۡرٗا لَّهُمۡۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ} (5)

{ وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُواْ } أي ولو ثبت صبرهم ، ومحل { أَنَّهُمْ صَبَرُواْ } الرفع على الفاعلية . والصبر حبس النفس عن أن تنازع إلى هواها قال الله تعالى : { واصبر نَفْسَكَ مَعَ الذين يَدْعُونَ رَبَّهُم } [ الكهف : 28 ] . وقولهم صبر عن كذا محذوف منه المفعول وهو النفس . وقيل : الصبر مرّ لا يتجرعه إلا حرّ . وقوله { حتى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ } يفيد أنه لو خرج ولم يكن خروجه إليهم ولأجلهم للزمهم أن يصبروا إلى أن يعلموا أن خروجه إليهم { لَكَانَ } الصبر { خَيْراً لَّهُمْ } في دينهم { والله غَفُورٌ رَّحِيمٌ } بليغ الغفران والرحمة واسعهما فلن يضيق غفرانه ورحمته عن هؤلاء إن تابوا وأنابوا .