فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَلَوۡ أَنَّهُمۡ صَبَرُواْ حَتَّىٰ تَخۡرُجَ إِلَيۡهِمۡ لَكَانَ خَيۡرٗا لَّهُمۡۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ} (5)

{ ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيرا لهم } أي : لو انتظروا خروجك ، ولم يعجلوا بالمناداة لكان أصلح لهم في دينهم ودنياهم ، لما في ذلك من رعاية حسن الأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ورعاية جانبه الشريف والعمل بما يستحقه من التعظيم والتبجيل ، وقيل : إنهم جاؤوا شفعاء في أساري فأعتق رسول الله صلى الله عليه وسلم نصفهم ، وفادى نصفهم ، ولو صبروا لأعتق الجميع ذكر معناه مقاتل . وقيل : يفيد أنه لو خرج ولم يكن خروجه إليهم ولا لأجلهم للزمهم أن يصبروا إلى أن يعلموا أن خروجه إليهم { والله غفور رحيم } كثير المغفرة والرحمة بليغهما ، لا يؤاخذ مثل هؤلاء فيما فرط منهم من إساءة الأدب إن تابوا وأنابوا .