ثم مدحهم الله ، عز وجل ، فقال : { التائبون العابدون }[ 112 ] ، أي : هم التائبون{[30068]} .
وقال الزجاج : هو بدل . والمعنى : يقاتل التائبون .
وقال : والأحسن أن يرتفعوا بالابتداء ، والخبر محذوف ، أي : لهم الجنة{[30069]} .
وفي قراءة عبد الله : { التائبون العابدون }{[30070]} ، على النعت للمؤمنين ، في موضع خفض ، أو في موضع نصب على المدح{[30071]} .
وقيل : { التائبون } مبتدأ ، وما بعدها إلى " الساجدين " عطف عليه ، و{ الآمرون } خبر الابتداء{[30072]} ، أي : مرهم بهذه الصفة ، فهم { الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله } .
ومعنى : { التائبون } : الراجعون مما يكرهه الله عز وجل ، إلى ما يحبه{[30073]} .
وقال الحسن : { التائبون } ، أي : عن الشرك ، { العابدون } ، الله وحده في أحايينهم{[30074]} كلها ، أي : في أعمارهم{[30075]} .
ومعنى { الحامدون }[ 112 ] ، الذين يحمدون الله على ما ابتلاهم به من خير وشر{[30076]} .
وقيل المعنى : الذين حمدوا الله على الإسلام{[30077]} .
ومعنى { السائحون }[ 112 ] : الصائمون روي ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم{[30078]} .
وكذلك قال ابن عباس ، ومجاهد ، والحسن ، والضحاك{[30079]} .
وأصل السياحة : الذهاب في الأرض{[30080]} .
{ الراكعون الساجدون }[ 112 ] ، يعني : في الصلاة المفروضة{[30081]} .
{ الآمرون بالمعروف }[ 112 ] ، أي : بالإيمان بالله{[30082]} ، عز وجل ، وبرسوله عليه السلام .
/{ والناهون عن المنكر }[ 112 ] ، عن الشرك{[30083]} { والحافظون لحدود الله }[ 112 ] ، أي : العاملون بأمر الله عز وجل ، ونهيه ، سبحانه{[30084]} .
أي : بشر من آمن ، وفعل هذه الصفات من التوبة والعبادة وغيرهما ، وإن لم يغزوا{[30085]} .
وقال الحسن في هذه الآية : { العابدون } : الذين عبدوا الله عز وجل ، في أحايينهم كلها ، أما والله ما هو بشهر ولا شهرين ولا سنة ولا سنتين ، ولكن كما قال العبد الصالح : { وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا }{[30086]} .
قال : و{ السائحون } الصائمون . وقال : { الآمرون بالمعروف } ، أما والله ، ما أمروا بالمعروف ، حتى أمروا به أنفسهم ، ولا نهوا عن المنكر ، حتى نهوا عنه أنفسهم ، { والحافظون لحدود الله } ، قال : هم القائمون على فرائض الله{[30087]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.