تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان  
{ٱلتَّـٰٓئِبُونَ ٱلۡعَٰبِدُونَ ٱلۡحَٰمِدُونَ ٱلسَّـٰٓئِحُونَ ٱلرَّـٰكِعُونَ ٱلسَّـٰجِدُونَ ٱلۡأٓمِرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَٱلنَّاهُونَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَٱلۡحَٰفِظُونَ لِحُدُودِ ٱللَّهِۗ وَبَشِّرِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ} (112)

ثم وصف الله هؤلاء الكَمَلَةَ من المؤمنين الذين اشترى منهم أنفسهم وأموالهم ، بأنهم صفوة مختارة ، ذات صفات مميزة ، منها ما يختص بذوات أنفسهم ، ومنها ما يختص بتكاليف هذه البيعة فقال :

{ التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عَنِ المنكر والحافظون لِحُدُودِ الله وَبَشِّرِ المؤمنين } .

إن أوصاف هؤلاء الذين باعوا أنفسَهم لله بالجنة ، إنهم : يكثِرون التوبة إلى الله من هفواتهم ، ويحمدونه على كل حال ، ويسعون في سبيل الخير لأنفسهم ولغيرهم ، ويحافظون على صلواتهم و يؤدونها كاملة في خشوع ، ويأمرون بكل خير يوافق ما جاء به الشرع ، وينهون عن كل شرٍ يأباه ، ويلتزمون بشريعة الله . وبشرِّ أيها الرسول ، المؤمنين المتصفين بهذه الصفات بخَيْرَي الدنيا والآخرة .