{ الذين هم عن صلاتهم ساهون } أي غافلون غير مبالين . وإنما عبر ب( عن ) دون ( في ) ؛ لأن صلاة المؤمن لا تخلو عن سهو بدليل وقوعه للأنبياء ، ولأن المراد السهو عن الصلاة بتأخرها عن وقتها لا السهو فيها .
قال الواحدي : نزلت في المنافقين الذين لا يرجون بصلاتهم ثوابا إن صلوا ، ولا يخافون عليها عقابا إن تركوا ، فهم عنها غافلون حتى يذهب وقتها ، وإذا كانوا مع المؤمنين صلوا رياء ، وإذا لم يكونوا معهم لم يصلوا .
قال النخعي : { الذين هم عن صلاتهم ساهون } هو الذي إذا سجد قال برأسه هكذا وهكذا ملتفتا . وقال قطرب : هو الذي لا يقرأ ولا يقرأ ولا يذكر الله ؛ وقرأ ابن مسعود ( لاهون ) مكان { ساهون } . قال ابن عباس : هم المنافقون يتركون الصلاة في السر ، ويصلون في العلانية .
عن مصعب بن سعد قال : قلت لأبيّ : أرأيت قول الله : { الذين هم عن صلاتهم ساهون } أينا لا يسهو ؟ أينا لا يحدث نفسه ؟ قال : إنه ليس كذلك ، إنه إضاعة الوقت .
وعن سعد بن أبي وقاص قال : سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن الآية ، قال : " هم الذين يؤخرون الصلاة عن وقتها " . قال الحاكم والبيهقي : الموقوف أصح إسنادا . قال ابن كثير : ضعف البيهقي رفعه ، وصحح وقفه ، وكذلك الحاكم .
وعن أبي برزة الأسلمي قال : لما نزلت هذه الآية قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " الله أكبر ، هذه الآية خير لكم من أن يعطى كل رجل منكم جميع الدنيا ، هو الذي إن صلى لم يرج خير صلاته ، وإن تركها لم يخف ربه " ، رواه ابن جرير وابن مردويه ، قال السيوطي : بسند ضعيف ، ففي إسناده جابر الجعفي ، وهو ضعيف ، وشيخه مبهم لم يسم . وعن ابن عباس قال : هم الذين يؤخرونها عن وقتها .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.