البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{ٱلَّذِينَ هُمۡ عَن صَلَاتِهِمۡ سَاهُونَ} (5)

سها عن كذا يسهو سهوراً : لها عنه وتركه عن غفلة .

ثم قال : { الذين هم عن صلاتهم ساهون } ، نظراً إلى أنهم لا يوقعونها ، كما يوقعها المسلم من اعتقاد وجوبها والتقرب بها إلى الله تعالى .

وفي الحديث عن صلاتهم ساهون : « يؤخرونها عن وقتها تهاوناً بها » قال مجاهد : تأخير ترك وإهمال .

وقال إبراهيم : هو الذي إذا سجد قال برأسه هكذا ملتفتاً .

وقال قتادة : هو الترك لها ، أو هم الغافلون الذين لا يبالي أحدهم أصلى أم لم يصل .

وقال قطرب : هو الذي لا يقر ولا يذكر الله تعالى .

وقال ابن عباس : المنافقون يتركون الصلاة سراً ويفعلونها علانية ، { وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى } ويدل على أنها في المنافقين قوله تعالى : { الذين هم يراءون } ، وقاله ابن وهب عن مالك .

قال ابن عباس : ولو قال في صلاتهم لكانت في المؤمنين .

وقال عطاء : الحمد لله الذي قال عن صلاتهم ولم يقل في صلاتهم .