محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ قُرۡءَٰنًا عَرَبِيّٗا لَّعَلَّكُمۡ تَعۡقِلُونَ} (2)

[ 2 ] { إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون 2 } .

{ إنا أنزلناه } أي الكتاب المنعوت بما ذكر { قرآنا عربيا لعلكم تعقلون } أي لكي تفهموه ، وتحيطوا بمعانيه ، ولا يلتبس عليكم . كما قال تعالى{[4899]} : { ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته } . أو لتستعملوا فيه عقولكم ، فتعلموا أن اقتصاصه كذلك ، ممن لم يتعلم القصص ، معجز ، لا يمكن إلا بالإيحاء . أو { لعلكم تعقلون } يإنزاله عربيا ، ما تضمن من المعاني والأسرار ، التي لا يتضمنها ولا يحتملها غيرها من اللغات . وذلك لأن لغة العرب أفصح اللغات ، وأبينها وأوسعها ، وأكثرها تأدية للمعاني التي تقوم بالنفوس . قال بعضهم : نزل أشرف الكتب ، بأشرف اللغات ، على أشرف الرسل ، بسفارة أشرف الملائكة ، وكان ذلك في أشرف بقاع الأرض ، وفي أشرف شهور السنة ، وهو رمضان ، فكمل له الشرف من كل الوجوه .


[4899]:[41 / فصلت / 44].