سميت به ، لأنه معظم قصته مذكورة فيها ، ومعظم ما فيها قصته .
قال الشهاب : لما ختمت السورة التي قبلها بقوله{[1]} : { وكلا نقص عليك من أنباء الرسل } ، ذكرت هذه بعدها ، لأنها من أنبائهم . وقد ذكر أولا ما لقي الأنبياء عليهم السلام من قومهم ، وذكر في هذه ما لقي يوسف من إخوته ، ليعلم ما قاسوه من أذى الأجانب والأقارب ، فبينهما أتم المناسبة . والمقصود تسلية النبي صلى الله عليه وسلم بما لاقاه من أذى القريب والبعيد . انتهى .
و ( يوسف ) اسم عبراني ، تعريبه يزيد ، أو زيادة . وذلك لما روي أن أمه ( راحيل ) كانت قعدت عن الحمل مدة ، ولحقها الحزن تلقاء ضراتها الوالدات . ولما وهبها تعالى ، بعد سنين ، ولدا سمته ( يوسف ) وقالت : يزيدني به ربي ولدا آخر .
وهذه السورة مكية اتفاقا ، وآياتها مائة وإحدى عشرة بلا خلاف .
وقد روى البيهقي في ( الدلائل ) أن طائفة من اليهود ، حين سمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يتلو هذه السورة ، أسلموا لموافقتها ما عندهم .
[ 1 ] { آلر تلك آيات الكتاب المبين 1 } .
{ آلر } تقدم الكلام على مثله ، وأنها إما حروف مسرودة على نمط التعديد ، والإشارة في قوله : { تلك آيات الكتاب المبين } إلى آيات السورة ، نزل ما بعده ، لكونه مترقبا ، منزلة المتقدم . والإشارة بالبعيد لعظمته ، وبعد مرتبته . وإما اسم السورة ، والإشارة في { تلك } إليها . والمراد ب { الكتاب } السورة لأنه بمعنى المكتوب ، فيطلق عليها . أو القرآن ، لأنه كما يطلق على كله ، يطلق على بعضه . و { المبين } بمعنى الظاهر أمرها وإعجازها . إن أخذ من ( بان ) لازما بمعنى ظهر ، وإن أخذ من المتعدى فالمفعول مقدر ، أي أنها من عند الله تعالى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.