فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ قُرۡءَٰنًا عَرَبِيّٗا لَّعَلَّكُمۡ تَعۡقِلُونَ} (2)

{ إنا أنزلناه } أي الكتاب المبين حال كونه { قرآنا } فعلى تقدير أن الكتاب السورة يكون تسميتها قرآنا باعتبار أن القرآن اسم جنس يقع على الكل وعلى البعض وعلى تقدير أن المراد به كل القرآن فتكون تسميته قرآنا واضحة و { عربيا } صفة لقرآن أي لغة العرب وفيه من غير لسان العرب مثل سجيل ومشكاة وأليم واستبرق ونحو ذلك قاله ابن عباس ومجاهد وعكرمة وهذا هو الصحيح وأنكرها أبو عبيدة محتجا لهذه الآية والجمع أنها لما تكلمت بها العرب نسبت إليهم وصارت لهم لغة { لعلكم تعقلون } أي لكي تعلموا معانيه وتفهموا ما فيه لأنه نازل بلغتكم .

أخرج الحاكم عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا { قرآنا عربيا } ثم قال : ألهم إسماعيل هذا اللسان العربي إلهاما{[962]} وعن مجاهد قال : نزل القرآن بلسان قريش وهو كلامهم .


[962]:المستدرك كتاب التفسير 2/441