البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ قُرۡءَٰنًا عَرَبِيّٗا لَّعَلَّكُمۡ تَعۡقِلُونَ} (2)

والضمير في إنا أنزلناه ، عائد على الكتاب الذي فيه قصة يوسف ، وقيل : على القرآن ، وقيل : على نبأ يوسف ، قاله الزجاج وابن الأنباري .

وقيل : هو ضمير الإنزال .

وقرآناً هو المطعوف به ، وهذان ضعيفان .

وانتصب قرآناً ، قيل : على البدل من الضمير ، وقيل على الحال الموطئة .

وسمي القرآن قرآناً لأنه اسم جنس يقع على القليل والكثير ، وعربياً منسوب إلى العرب .

والعرب جمع عربي ، كروم ورومي ، وعربة ناحية دار إسماعيل بن إبراهيم عليهما الصلاة والسلام .

قال الشاعر :

وعربة أرض ما يحل حرامها ***

من الناس إلا اللوذعي الحلاحل

ويعني النبي صلى الله عليه وسلم أحلت له مكة .

وسكن راء عربة الشاعر ضرورة .

قيل : وإن شئت نسبت القرآن إليها ابتداء أي : على لغة أهل هذه الناحية .

لعلكم تعقلون ما تضمن من المعاني ، واحتوى عليه من البلاغة والإعجاز فتؤمنون ، إذ لو كان بغير العربية لقيل : { لولا فصلت آياته }