محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُۥٓ ءَاتَيۡنَٰهُ حُكۡمٗا وَعِلۡمٗاۚ وَكَذَٰلِكَ نَجۡزِي ٱلۡمُحۡسِنِينَ} (22)

[ 22 ] { ولما بلغ أشده آتيناه حكما وعلما وكذلك نجزي المحسنين 22 } .

{ ولما بلغ أشده آتيناه حكما وعلما وكذلك نجزي المحسنين } هذه الآية كالتي قبلها ، تخللت تضاعيف نظم القصة لمعنى بديع ، وهو البدار إلى الإعلام بنتائج صبر يوسف ، وثمرات مجاهداته ، وعجائب صنع الله تعالى في مراداته ، إذ طوى له المنح في تلك المحن ، وذخر له السيادة في تلك العبودية . ومعنى { بلغ أشده } أي زمان اشتداد جسمه وقوته .

قال أبو عبيدة : العرب تقول : بلغ فلان أشده ، إذا انتهى منتهاه في شبابه وقوته قبل أن يأخذ في النقصان . و ( الحكم ) إما الحكمة ، وهو العلم المؤيد بالعمل ، أو الحكم بين الناس .

قال الزمخشري : وفي قوله تعالى : { وكذلك نجزي المحسنين } تنبيه على أنه كان محسنا في عمله ، متقيا في عنفوان أمره ، وأن الله آتاه الحكم والعلم جزاء على إحسانه .

وعن الحسن : من أحسن عبادة ربه في شبيبته ، آتاه الله الحكمة في اكتهاله .