الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُۥٓ ءَاتَيۡنَٰهُ حُكۡمٗا وَعِلۡمٗاۚ وَكَذَٰلِكَ نَجۡزِي ٱلۡمُحۡسِنِينَ} (22)

قوله : { وما بلغ أشده }{[33968]} – إلى قوله – { من الخاطئين }[ 22-29 ] : أي : ولما بلغ منتهى قوته ، وشدته{[33969]} .

قال مجاهد : هو ثلاث وثلاثون سنة{[33970]} .

وقال ابن عباس : بضع وثلاثون سنة{[33971]} .

وقال الضحاك : عشرون سنة{[33972]} .

و{[33973]}قال ربيعة{[33974]} وزيد بن أسلم ، ومالك ، رضي الله عنهم : الأشد الحُلُمُ{[33975]} . وقال الزجاج : الأشد{[33976]} : من سبع عشرة إلى أربعين{[33977]} . والأشد جمع عند سيبويه . واحده ( شدة ) كنعمة وأنعم{[33978]} .

وقال الكسائي : واحدة{[33979]} شدة كقد وأقُدُ{[33980]} .

وقال أبو عبيدة : لا واحد له من لفظة{[33981]} عند العرب{[33982]} .

وقال يونس{[33983]} الأشد جمع واحدة{[33984]} شد{[33985]} ، وهو يذكر ويؤنث وفيه لغة ، وهي ضم الهمزة{[33986]} .

قوله : { أتيناه حكما ( وعلما ) }{[33987]}[ 22 ] : قال مجاهد : العقل ، والعلم{[33988]} قبل النبؤة{[33989]} .

وقيل : المعنى : جعلناه{[33990]} المستولي على الحكم ، فكان يحكم في سلطان الملك .

وآتيناه علما بالحكم{[33991]} .

{ وكذلك نجزي المحسنين }[ 22 ] أي : ومثل ما فعلنا بيوسف ، نفعل بمن أطاع وأحسن في طاعته .

وقيل : المراد به محمد صلى الله عليه وسلم{[33992]} ، ولفظه عام ، والمراد به الخصوص ، والمعنى : وكما فعلنا بيوسف في تمكينه ، ونجيناه من إخوته . كذلك نفعل بك يا محمد : تمكنك وننجيك من مشركي{[33993]} قريش ، ونؤتيك الحكم والعلم{[33994]} .


[33968]:ط: آتيناه حكما وعلما إلى قوله {كنت من الخاطئين}.
[33969]:انظر هذا التوجيه في: مجاز القرآن 7/305، وغريب القرآن 215، وجامع البيان 16/21.
[33970]:في المخطوط: وثلاثين وهو خطأ لغوي بين والصواب: ما أثبته. وكذلك روي عن قتادة، انظر هذين القولين في: جامع البيان 16/22، وإعراب النحاس 2/321، ولم ينسبه في غريب القرآن.
[33971]:انظر هذا القول في: جامع البيان 16/22.
[33972]:انظر هذا القول في: جامع البيان 16/23.
[33973]:ساقط من ق.
[33974]:هو ربيعة الرأي، أبو عثمان بن فروخ المدني، فقيه، مجتهد، كان بصيرا بالرأي، ولقب بربيعة الرأي تصدر الفتوى بالمدينة. انظر: تذكرة الحفاظ 1/157، وصفة الصفوة 2/183-184.
[33975]:ق: الحكم. وانظر: إعراب النحاس 2/321.
[33976]:ق: الأشد الحلم من.
[33977]:انظر هذا القول في: معاني الزجاج 3/99.
[33978]:انظر: الكتاب: 3/34-35.
[33979]:ق: واحدها.
[33980]:انظر: المحرر 9/273.
[33981]:ق: لفظة.
[33982]:انظر: مجاز القرآن 1/305 وإعراب النحاس 2/321.
[33983]:هو يونس بن عبد الأعلى الصدفي المصري، فقيه، ومقرئ، ومحدث، ثقة أخذ القراءة عرضا عن ورش وغيره، وحدث عنه مواس والطبري، وسواهما. انظر: التذكرة 2/522 والتهذيب 11/440، والغاية 2/406.
[33984]:ط: مكرر مرتين.
[33985]:انظر هذا القول في: إعراب النحاس 2/321، وفيه: أنه هو الجمع الذي قاله به الكسائي، انظر: أحكام ابن العربي 32/1081.
[33986]:ط: مطموس.
[33987]:ساقط من ق.
[33988]:ط: والحلم.
[33989]:انظر هذا القول في: جامع البيان 16/23.
[33990]:ط: مطموس..
[33991]:انظر هذا المعنى في: الجامع 9/107.
[33992]:ط: صم.
[33993]:ق: مشركين.
[33994]:انظر: هذا التوجيه بتمامه في جامع البيان 16/24.