محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{يَوۡمَ يُنفَخُ فِي ٱلصُّورِۚ وَنَحۡشُرُ ٱلۡمُجۡرِمِينَ يَوۡمَئِذٖ زُرۡقٗا} (102)

وقوله تعالى :{ يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ } بدل من يوم القيامة أو منصوب بمحذوف . والنفخ في الصور تمثيل لبعث الله للناس يوم القيامة بسرعة لا يمثلها إلا نفخة في بوق : { فإذا هم قيام ينظرون } وعلينا أن نؤمن بما ورد من النفخ في الصور . وليس علينا أن نعلم ما هي حقيقة ذلك الصور . والبحث وراء هذا ، عبث لا يسوغ للمسلم . أفاده بعض المحققين .

{ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ } أي نسوقهم إلى جهنم { يَوْمَئِذٍ زُرْقًا } أي زرق الوجوه . الزرقة تقرب من السواد . فهو بمعنى آية : { وتسود وجوه } .

وقال أبو مسلم : المراد بهذه الزرقة شخوص أبصارهم . والأزرق شاخص ، لأنه لضعف بصره ، يكون محدقا نحو الشيء يريد أن يتبينه . وهذه حال الخائف المتوقع لما يكره . وهو كقوله تعالى : { إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار } نقله الرازي : والأول أظهر .