بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{يَوۡمَ يُنفَخُ فِي ٱلصُّورِۚ وَنَحۡشُرُ ٱلۡمُجۡرِمِينَ يَوۡمَئِذٖ زُرۡقٗا} (102)

قوله عز وجل : { يَوْمَ يُنفَخُ فِى الصور } ، يعني : في يوم ينفخ في الصور وهو يوم القيامة . قرأ أبو عمرو { وَيَوْمَ نٌنْفِخَ فِى الصور } بالنون ، واحتج بقوله { وَنَحْشُرُ المجرمين } والباقون بالياء قال أبو عبيدة : وبهذا نقرأ ، لأن النافخ ملك قد التقم الصور ، وأما الحشر فالله تعالى يحشرهم . قال أبو عبيد : معناه ينفخ الأرواح في الصور وخالفه غيره . ثم قال : و { نَحْشُرُ *** المجرمين } ، أي : المشركين { يَوْمِئِذٍ زُرْقاً } ، يعني : عطاشاً ؛ ويقال : عمياً ، ويقال : زرق الأعين . وروي عن سعيد بن جبير أن رجلاً قال لابن عباس : إن الله يقول في موضع { وَنَحْشُرُ المجرمين يَوْمِئِذٍ زُرْقاً } { وَمَن يَهْدِ الله فَهُوَ المهتد وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِهِ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ القيامة على وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا مَّأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا } [ الإسراء : 97 ] ، فقال ابن عباس : إن يوم القيامة له حالات : في حال زرقاً وفي حال عمياً . وقال القتبي : { زُرْقاً } أي تبيض عيونهم من العمى أي ذهب السواد والناظر ، وقال الزجاج : يقال عطاشاً ، لأن من شدة العطش يتغير سواد الأعين حتى تزرق .