الظرفُ -وهو : { يَوْمَ يُنفَخُ }- متعلقٌ بمقدّر هو " اذكر " . وقيل : هو بدل من يوم القيامة ، والأوّل أولى . قرأ الجمهور : { ينفخ } بضم الياء التحتية مبنياً للمفعول ، وقرأ أبو عمرو وابن أبي إسحاق بالنون مبنياً للفاعل ، واستدلّ أبو عمرو على قراءته هذه بقوله : { ونحشر } فإنه بالنون ، وقرأ ابن هرمز : «ينفخ » بالتحتية مبنياً للفاعل على أن الفاعل هو الله سبحانه أو إسرافيل ، وقرأ أبو عياض : «في الصور » بفتح الواو جمع صورة ، وقرأ الباقون بسكون الواو . وقرأ طلحة بن مصرف والحسن : «يُحْشَرُ » بالياء التحتية مبنياً للمفعول ورفع { المجرمين } وهو خلاف رسم المصحف ، وقرأ الباقون بالنون . وقد سبق تفسير هذا في الأنعام . والمراد بالمجرمين : المشركون والعصاة المأخوذون بذنوبهم التي لم يغفرها الله لهم ، والمراد ب{ يَوْمَئِذٍ } : يوم النفخ في الصور . وانتصاب { زرقاً } على الحال من المجرمين ، أي زرق العيون ، والزرقة الخضرة في العين كعين السنور والعرب تتشاءم بزرقة العين ، وقال الفراء : { زرقاً } أي عمياء . وقال الأزهري : عطاشاً ، وهو قول الزجاج ، لأن سواد العين يتغير بالعطش إلى الزرقة . وقيل : إنه كني بقوله : { زرقاً } عن الطمع الكاذب إذا تعقبته الخيبة . وقيل : هو كناية عن شخوص البصر من شدّة [ الحرص ] ، ومنه قول الشاعر :
لقد زرقت عيناك يا بن معكبر *** كما كل ضبي من اللؤم أزرق
والقول الأوّل أولى ، والجمع بين هذه الآية وبين قوله : { وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ القيامة على وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمّا } [ الإسراء : 97 ] .
ما قيل من أن ليوم القيامة حالات ومواطن تختلف فيها صفاتهم ويتنوع عندها عذابهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.