محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{قَالَ ءَامَنتُمۡ لَهُۥ قَبۡلَ أَنۡ ءَاذَنَ لَكُمۡۖ إِنَّهُۥ لَكَبِيرُكُمُ ٱلَّذِي عَلَّمَكُمُ ٱلسِّحۡرَۖ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيۡدِيَكُمۡ وَأَرۡجُلَكُم مِّنۡ خِلَٰفٖ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمۡ فِي جُذُوعِ ٱلنَّخۡلِ وَلَتَعۡلَمُنَّ أَيُّنَآ أَشَدُّ عَذَابٗا وَأَبۡقَىٰ} (71)

{ قَالَ } أي فرعون : { آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ } أي فاتفقتم معه ليكون لكم الملك { فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ } أي من جانبين متخالفين { وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ } أي التي هي أقوى الأخشاب وأخشنها { وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى } يعني أنكم إنما آمنتم برب موسى خوفا من شدة عذابه ، أو من تخليده في العذاب { وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى } فإن رب موسى لم يقطع من أحد يده ورجله من خلاف ، ولم يصلبه في جذوع النخل ، ولم يبقه مصلوبا ، قاله المهايمي وضعفه الزمخشري بأن فرعون يريد نفسه وموسى عليه السلام ، بدليل قوله : { آمَنتُمْ لَهُ } أي لموسى . واللام مع الإيمان ، في كتاب الله ، لغير الله تعالى :{ يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين } وقصده إظهار اقتداره وبطشه ، وما ضري به من تعذيب الناس بأنواع العذاب . وتوضيع موسى عليه السلام واستضعافه مع الهزء به ، لأن موسى لم يكن قط من التعذيب في شيء .