جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{قَالَ ءَامَنتُمۡ لَهُۥ قَبۡلَ أَنۡ ءَاذَنَ لَكُمۡۖ إِنَّهُۥ لَكَبِيرُكُمُ ٱلَّذِي عَلَّمَكُمُ ٱلسِّحۡرَۖ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيۡدِيَكُمۡ وَأَرۡجُلَكُم مِّنۡ خِلَٰفٖ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمۡ فِي جُذُوعِ ٱلنَّخۡلِ وَلَتَعۡلَمُنَّ أَيُّنَآ أَشَدُّ عَذَابٗا وَأَبۡقَىٰ} (71)

{ قَالَ } فرعون : { آمَنتُمْ لَهُ } أي : لموسى واللام لتضمين معنى الإتباع { قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ } : في اتباعه { إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ } : أستاذكم { الَّذِي{[3175]} عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ } أي : مختلفات من اليد اليمنى ومن الرجل اليسرى ، ومن للابتداء ، فإن القطع ناشئ من مخالفة العضو العضو . أي من وضع المخالفة فقد لابس المخالفة أيضا وقيل من أجل خلاف ظهر منكم { وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ } أي : عليها شبه تمكن المصلوب بالجذوع بيتمكن المظروف بالظرف ، فقال : قي جذوع { وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا } : أنا أو موسى وأراد به الهزء فإنه لم يكن من التعذيب في شيء وقيل أينا أي : أنا أو رب موسى الذي ّآمنتم به { أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى } .


[3175]:فإنه حين رأى من العجزة، ورأى قد آمن من استنصر به بحضرة الناس، شرع في المكابرة و البهت يقول: يعلم هو والسحرة والخلق كلهم أنه كذب مختلق ثم هددهم فقال: {لأقطعن} الآية / 12 وجيز.