ولما كان موسى عليه السلام هو المقصود بالإرسال إلى فرعون ، استأنف تعالى الإخبار عن فرعون عندما فجئه ذلك فقال{[49509]} : { قال } أي فرعون للسحرة منكراً عليهم ، وأضمر اسمه هنا ولم يظهره كما في الأعراف لأن مقصود السورة الرفق بالمدعوين والحلم عنهم ، وهو غير متأهل لذكر اسمه في هذا المقام{[49510]} : { آمنتم } أي بالله { له } أي مصدقين {[49511]}أو متبعين{[49512]} لموسى { قبل أن ءاذن لكم } في ذلك ، إبهاماً بأنه سيأذن فيه{[49513]} ليقف الناس عن المبادرة إلى الاتباع بين خوف العقوبة ورجاء الإذن ؛ ثم استأنف قوله معللاً مخيلاً لأتباعه صداً لهم عن الاقتداء بهم : { إنه لكبيركم } أي في العلم { الذي علمكم السحر } فلم تتبعوه لظهور الحق ، بل لإرادتكم شيئاً من المكر وافقتموه عليه قبل حضوركم في هذا الموطن ، وهذا على عادته في تخييل أتباعه فيما يوقفهم عن اتباع الحق .
ولما خيلهم ، شرع يزيدهم حيرة بتهديد{[49514]} السحرة فقال : { فلأقطعن }{[49515]}أي سبب ما فعلتم{[49516]} { أيديكم } على سبيل التوزيع { وأرجلكم } أي من كلٍّ يداً ورجلاً{[49517]} { من خلاف } فإذا قطعت اليد اليمنى قطعت الرجل اليسرى { ولأصلبنكم } وعبر عن الاستعلاء بالظرف إشارة إلى تمكينهم من المصلوب فيه تمكين المظروف في ظرفه فقال{[49518]} : { في جذوع النخل } تبشيعاً لقتلكم ردعاً لأمثالكم { ولتعلمن أينا } أنا أورب موسى الذي قال : إنه أوحى إليه أن العذاب على من كذب وتولى { أشد عذاباً وأبقى* } {[49519]}أي من جهة العذاب ، أي أينا عذابه أشد وأطول زماناً{[49520]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.