محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَٱلۡبُدۡنَ جَعَلۡنَٰهَا لَكُم مِّن شَعَـٰٓئِرِ ٱللَّهِ لَكُمۡ فِيهَا خَيۡرٞۖ فَٱذۡكُرُواْ ٱسۡمَ ٱللَّهِ عَلَيۡهَا صَوَآفَّۖ فَإِذَا وَجَبَتۡ جُنُوبُهَا فَكُلُواْ مِنۡهَا وَأَطۡعِمُواْ ٱلۡقَانِعَ وَٱلۡمُعۡتَرَّۚ كَذَٰلِكَ سَخَّرۡنَٰهَا لَكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ} (36)

{ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ } أي خافت لتأثرهم عند ذكره مزيد تأثر { وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا } أي في ذبحها تضحية { خَيْرٌ } من المنافع الدينية والدنيوية . { فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ } أي قائمات قد صففن أيديهن وأرجلهن . وعن ابن عباس : ( قياما على ثلاث قوائم ، معقولة يدها اليسرى . يقول بسم الله ، والله أكبر ، لا إله إلا الله : اللهم منك ولك ) . وفي الصحيحين {[5541]} عن ابن عمر ؛ ( أنه أتى على رجل قد أناخ بدنه وهو ينحرها . فقال : ابعثها قياما مقيدة سنة أبي القاسم صلى الله عليه وسلم ) . وفي ( صحيح مسلم ) {[5542]} عن جابر في صفة حجة الوداع ، قال فيه : ( فنحر رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده ثلاثا وستين بدنة . جعل يطعنها بحربة في يده ) . { فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا } أي سقطت على الأرض ، وهو كناية عن الموت . { فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ } أي السائل { وَالْمُعْتَرَّ } أي المتعرض بغير سؤال . أو القانع الراضي بما عنده وبما يعطى من غير سؤال ، والمعتر المتعرض بسؤال وقد استنبط من الآية الأضحية تجزء ثلاثة أجزاء : فيأكل ثلثا ويهدي ثلثا ويتصدق بثلث .

{ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } أي ذللناها لكم ، لتشكروا إنعامنا . والشكر صرف العبد ما أنعم عليه ، إلى ما خلق لأجله .


[5541]:أخرجه البخاري في: 25 – كتاب الحج، 118 – باب نحر الإبل مقيدة، حديث 885. وأخرجه مسلم في: 15 كتاب الحج، حديث 358 (طبعتنا).
[5542]:انفرد به مسلم. أخرجه في: 15 – كتاب الحج، حديث رقم 147 (طبعتنا).