محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{لَكُمۡ فِيهَا مَنَٰفِعُ إِلَىٰٓ أَجَلٖ مُّسَمّٗى ثُمَّ مَحِلُّهَآ إِلَى ٱلۡبَيۡتِ ٱلۡعَتِيقِ} (33)

{ لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ } .

{ لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ } أي لكم في الهدايا منافع درها ونسلها وصوفها وظهرها إلى وقت نحرها . وقد روي في ( الصحيحين ){[5538]} : ( عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يسوق بدنة قال : اركبها . قال : إنها بدنة . قال : اركبها ، ويحك . في الثانية أو الثالثة ) . وقوله : { ثُمَّ مَحِلُّهَا } أي محل الهدايا وانتهاؤها إلى البيت العتيق وهو الكعبة كما قال تعالى {[5539]} : { هديا بالغ الكعبة } وقال {[5540]} : { والهدي معكوفا أن يبلغ محله } .

قال في ( الإكليل ) : فيه أن الهدي لا يذبح إلا بالحرم . وقيل : المعنى : محل هذه الشعائر كلها الطواف بالبيت العتيق . فيقتضي أن الحاج بعد طواف الإفاضة . يحل له كل شيء وكذا روي عن ابن عباس : ( ما طاف أحد بالبيت إلا حل ) ، لهذه الآية .


[5538]:أخرجه البخااري في: 25 – كتاب الحج، 103 باب – ركوب البدن، حديث رقم 878. وأخرجه مسلم في: 15 – كتاب الحج، حديث رقم 373 (طبعتنا).
[5539]:(5 المائدة 95).
[5540]:(48 الفتح 25).