محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَٱللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَآبَّةٖ مِّن مَّآءٖۖ فَمِنۡهُم مَّن يَمۡشِي عَلَىٰ بَطۡنِهِۦ وَمِنۡهُم مَّن يَمۡشِي عَلَىٰ رِجۡلَيۡنِ وَمِنۡهُم مَّن يَمۡشِي عَلَىٰٓ أَرۡبَعٖۚ يَخۡلُقُ ٱللَّهُ مَا يَشَآءُۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ} (45)

{ وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِن مَّاء } أي كل حيوان يدب على الأرض من ماء ، وهو جزء مادته . أو ماء مخصوص هو النطفة ، فيكون تنزيلا للغالب منزلة الكل لأن من الحيوانات ما لا يتولد من نطفة . وقيل : { من ماء } متعلق ب { دابة } وليست صلة { الخلق } { فَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ } كالحيات . وتسمية حركتها مشيا ، مع كونها زحفا ، بطريق الاستعارة أو المشاكلة { وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاء } أي مما ذكر وغيره ، على من يشاء من الصور والأعضاء والهيئات والحركات { إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }