جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَٱللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَآبَّةٖ مِّن مَّآءٖۖ فَمِنۡهُم مَّن يَمۡشِي عَلَىٰ بَطۡنِهِۦ وَمِنۡهُم مَّن يَمۡشِي عَلَىٰ رِجۡلَيۡنِ وَمِنۡهُم مَّن يَمۡشِي عَلَىٰٓ أَرۡبَعٖۚ يَخۡلُقُ ٱللَّهُ مَا يَشَآءُۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ} (45)

{ وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِن مَّاء } ، وهو النطفة ، { فَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ } ، كالحية : قدمه ، لأنه أدخل في القدرة وأغرب ، { وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ } ، كالإنسان والطير ، { وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ } ، كالنعم جعل الدواب وهي ما يدب في الأرض كلها مميزين تغليبا{[3546]} للعقلاء ، فلذلك قال : { فمنهم من ) إلخ . . ، وعن بعض : أن الماء أول مخلوق ، والريح والنار والطين خلق منه ، { يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاء } : أن يخلقه ، { إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير }


[3546]:فإنه دخل في قوله: كل دابة الإنسان، وهم ذووا العقول فغلبهم فلما غلبهم في المجمل استعمل لفظة من التي هي لذوي العقول في تفصيله، ليكون على وتيرة المجمل، وطريقته فافهم /12 منه.