الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَٱلَّذِينَ إِذَآ أَنفَقُواْ لَمۡ يُسۡرِفُواْ وَلَمۡ يَقۡتُرُواْ وَكَانَ بَيۡنَ ذَٰلِكَ قَوَامٗا} (67)

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا } قال : هم المؤمنون . لا يسرفون فيقعوا في معصية الله ، ولا يقترون فيمنعون حقوق الله .

وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ ( ولم يقتروا ) بنصب الياء ورفع التاء .

وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله { والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا } قال : الإسراف النفقة في معصية الله ، والإقتار الإمساك عن حق الله قال : وإن الله قد فاء لكم فيئة فانتهوا إلى فيئة الله . قال في المنفق { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً } [ الأحزاب : 70 ] قال : قولوا صدقاً عدلاً . وقال للمؤمنين { قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم } [ النور : 30 ] عما لا يحل لهم . وقال في الاستماع { الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه } [ الزمر : 18 ] وأحسنه طاعة الله .

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن شهاب في قوله { لم يسرفوا ولم يقتروا } قال لا ينفقه في باطل ولا يمنعه من حق .

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن يزيد بن أبي حبيب { والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا } قال : أولئك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا لا يأكلون طعاماً يريدون به نعيماً ، ولا يلبسون ثوباً يريدون به جمالاً ، كانت قلوبهم على قلب واحد .

وأخرج ابن أبي حاتم عن الأعمش في قوله { بين ذلك قواماً } قال : عدلاً .

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن عمر مولى غفرة قال { القوام } أن لا تنفق من غير حق ، ولا تمسك من حق هو عليك .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن وهب بن منبه { وكان بين ذلك قواماً } قال : الشطر من أموالهم .

وأخرج ابن جرير عن يزيد بن مرة الجعفي قال : العلم خير من العمل ، والحسنة بين السيئتين . يعني إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وخير الأمور أوساطها .

وأخرج عبد الرزاق عن الحسن في قوله { لم يسرفوا ولم يقتروا } أن عمر بن الخطاب قال : كفى سرفاً أن الرجل لا يشتهي شيئاً إلا اشتراه فأكله .

وأخرج أحمد عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال « من فقه الرجل رفقه في معيشته » .