محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَدَخَلَ ٱلۡمَدِينَةَ عَلَىٰ حِينِ غَفۡلَةٖ مِّنۡ أَهۡلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيۡنِ يَقۡتَتِلَانِ هَٰذَا مِن شِيعَتِهِۦ وَهَٰذَا مِنۡ عَدُوِّهِۦۖ فَٱسۡتَغَٰثَهُ ٱلَّذِي مِن شِيعَتِهِۦ عَلَى ٱلَّذِي مِنۡ عَدُوِّهِۦ فَوَكَزَهُۥ مُوسَىٰ فَقَضَىٰ عَلَيۡهِۖ قَالَ هَٰذَا مِنۡ عَمَلِ ٱلشَّيۡطَٰنِۖ إِنَّهُۥ عَدُوّٞ مُّضِلّٞ مُّبِينٞ} (15)

ثم بين تعالى من نبئه عليه السلام ، ما تدرج به إلى ما قدر له من الرسالة ، بقوله سبحانه : { وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ } أي مصر آتيا من قصر فرعون { عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا } قيل وقت القيلولة . وقيل بين العشاءين { فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ } أي يتنازعان { هَذَا } أي الواحد { مِن شِيعَتِهِ } أي ممن يشايعه على دينه وهم بنو إسرائيل { وَهَذَا } أي الآخر { مِنْ عَدُوِّهِ } أي ممن خالفه في دينه وهم القبط { فَاسْتَغَاثَهُ } أي سأله الإغاثة { الَّذِي مِن شِيعَتِهِ } لكونه مظلوما { عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ } لكونه ظالما . وإغاثة المظلوم واجبة فوجبت إغاثته من جهتين { فَوَكَزَهُ مُوسَى } أي ضربه بجمع كفه { فَقَضَى عَلَيْهِ } أي فقتله { قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ } يشير إلى تأسفه على ما أفضى وكزه ، من قتله . وسماه ظلما واستغفر منه بالنسبة إلى مقامه{ قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي } .