الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَدَخَلَ ٱلۡمَدِينَةَ عَلَىٰ حِينِ غَفۡلَةٖ مِّنۡ أَهۡلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيۡنِ يَقۡتَتِلَانِ هَٰذَا مِن شِيعَتِهِۦ وَهَٰذَا مِنۡ عَدُوِّهِۦۖ فَٱسۡتَغَٰثَهُ ٱلَّذِي مِن شِيعَتِهِۦ عَلَى ٱلَّذِي مِنۡ عَدُوِّهِۦ فَوَكَزَهُۥ مُوسَىٰ فَقَضَىٰ عَلَيۡهِۖ قَالَ هَٰذَا مِنۡ عَمَلِ ٱلشَّيۡطَٰنِۖ إِنَّهُۥ عَدُوّٞ مُّضِلّٞ مُّبِينٞ} (15)

أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي : إن فرعون ركب مركباً وليس عنده موسى ، فلما جاء موسى عليه السلام قيل له : إن فرعون قد ركب . فركب في أثره . فأدركه المقيل بأرض يقال لها منف ، فدخلها نصف النهار وقد تغلقت أسواقها ، وليس في طرقها أحد . وهي التي يقول الله تعالى { ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها } .

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله { ودخل المدينة على حين غفلة } قال : نصف النهار .

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله { ودخل المدينة على حين غفلة } قال : نصف النهار والناس قائلون .

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في الآية قال : دخلها عند القائلة بالظهيرة والناس نائمون . وذلك أغفل ما يكون الناس .

وأخرج ابن أبي حاتم من طريق ابن جريج عن عطاء الخراساني عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { حين غفلة } قال : ما بين المغرب والعشاء .

وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله { على حين غفلة } قال : ما بين المغرب والعشاء عن أناس ، وقال آخرون : نصف النهار ، وقال ابن عباس : أحدهما .

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعته } قال : إسرائيلي { وهذا من عدوّه } قال : قبطي { فاستغاثه الذي من شيعته } الإسرائيلي { على الذي من عدوّه } القبطي { فوكزه موسى فقضى عليه } قال : فمات قال : فكبر ذلك على موسى عليه الصلاة والسلام .

وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله { فاستغاثه الذي من شيعته } قال : من قومه من بني إسرائيل . وكان فرعون من فارس من اصطخر { فوكزه موسى } قال : بجمع كفه .

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله { فوكزه موسى } قال : بعصا ، ولم يتعمد قتله .

وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال : الذي وكزه موسى كان خبازاً لفرعون .

وأخرج أحمد في الزهد عن وهب رضي الله عنه قال : قال الله عز وجل « بعزتي يا ابن عمران لو أن هذه النفس التي وكزت فقتلت ، اعترفت لي ساعة من ليل أو نهار بأني لها خالق أو رازق ، لأذقتك فيها طعم العذاب . ولكني عفوت عنك في أمرها أنها لم تعترف لي ساعة من ليل أو نهار إني لها خالق أو رازق » .