محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَلَمَّا رَءَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلۡأَحۡزَابَ قَالُواْ هَٰذَا مَا وَعَدَنَا ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ وَصَدَقَ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥۚ وَمَا زَادَهُمۡ إِلَّآ إِيمَٰنٗا وَتَسۡلِيمٗا} (22)

ثم بين تعالى ما كان من المؤمنين المخلصين في تلك الشدة . بعد بيان ما كان من غيرهم ، بقوله سبحانه :

{ وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ } أي لأنه تعالى وعدهم أن يزلزلوا حتى يستغيثوه ، ويستنصروه ، في قوله {[6141]} : { أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم } وكذلك حدثهم الرسول صلوات الله عليه بالابتلاء والامتحان الذي يعقبه النصر والأمان { وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ } أي ظهر صدقهما فيما وعدنا به { وَمَا زَادَهُمْ } أي هذا الخطب والبلاء ، عند تزلزل المنافقين وبث أراجيفهم { إِلَّا إِيمَانًا } أي بالله ورسوله ومواعيدهما { وَتَسْلِيمًا } أي لأمر الله ومقاديره .


[6141]:(2 / البقرة / 214).