محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَتَرَىٰهُمۡ يُعۡرَضُونَ عَلَيۡهَا خَٰشِعِينَ مِنَ ٱلذُّلِّ يَنظُرُونَ مِن طَرۡفٍ خَفِيّٖۗ وَقَالَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِنَّ ٱلۡخَٰسِرِينَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ وَأَهۡلِيهِمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۗ أَلَآ إِنَّ ٱلظَّـٰلِمِينَ فِي عَذَابٖ مُّقِيمٖ} (45)

{ وتراهم يعرضون عليها } أي النار { خاشعين من الذل ينظرون من طرف خفيّ } أي من طرف قد خفي من ذله وصغاره { وقال الذين آمنوا إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة } أي بالتعريض للعذاب المخلد ، وتفويت النعيم المؤبد { ألا إن الظالمين في عذاب مقيم * وما كان لهم من أولياء ينصرونهم من دون الله ومن يضلل الله فماله من سبيل * استجيبوا لربكم } أي أجيبوا أيها الناس داعي الله وآمنوا به { من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله } أي لا يرده الله بعد ما حكم به . ف ( من ) صلة { مردّ } أو هي صلة { يأتي } أي من قبل أن يأتي يوم من الله لا يمكن ردّه { ما لكم من ملجإ يومئذ ومالكم من نكير } أي إنكار لما اقترفتموه ، لأنه محصيّ عليكم . أو نكير ينكر على الله في مؤاخذتكم .