{ وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا } أي إلهاما وقذفا في القلب منه ، بلا واسطة { أو من وراء حجاب } أي يكلمه بحيث يسمع كلامه ولا يراه ، كما كلم موسى عليه السلام { أو يرسل رسولا } أي من ملائكته كجبريل { فيوحي بإذنه ما يشاء } أي فيوحي ذلك الرسول إلى المرسل إليه بإذن ربه ، ما يشاء إيحاءه ، من أمر ونهي وغير ذلك ، على سبيل/ الإلقاء والنفث في الروع والإلهام ، أو الهتاف أو المنام { إنه عليّ } أي من أن يواجه ويخاطب . بل يفنى ويتلاشى من يواجهه ، لعلوّه من أن يبقى معه غيره ، أو يحتمل شيء حضوره . قاله القاشانيّ .
وقال المهايمي : أي لا يبلغ البشر حد مكالمته شفاها ، ولا يحتمل سماع كلامه مع رؤيته . انتهى . { حكيم } أي يدبر بالحكمة وجوه التكليم ، ليظهر علمه في تفصيل المظاهر ، ويكمل به عباده ، ويهتدوا إليه ويعرفوه . وقال المهايميّ : أي حكيم في تبليغ كلامه العليّ إلى البشر الضعيف .
في ( الإكليل ( : استدلت بالآية ، عائشة رضي الله عنها ، على أن النبي صلى الله عليه وسلم لم ير ربه . واستدل مالك بقوله { أو يرسل رسولا } على أن من حلف لا يكلم زيدا ، فأرسل إليه رسولا أو كتابا ، أنه يحنث . لأنه تعالى استثناه من الكلام ، فدل على أنه منه . انتهى . وفيه بعد . إذ لا يقال لمن ألهمه الله ، إنه كلمه إلا مجازا . فلا يكون الاستثناء متصلا .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.