محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{فَطَوَّعَتۡ لَهُۥ نَفۡسُهُۥ قَتۡلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُۥ فَأَصۡبَحَ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ} (30)

[ 30 [ { فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين ( 30 ) } .

{ فطوعت له نفسه قتل أخيه } أي : رخصت وسهلت له نفسه . والتصريح بأخوته لكمال تقبيح ما سولته نفسه . أي : الذي حقه أن يحفظه من كل من قصده بالسوء بالتحمل على نفسه { فقتله فأصبح من الخاسرين } دينا ، إذ صار كافرا حاملا للدماء إلى يوم القيامة . ودنيا ، إذ صار مطرودا مبغضا للخلائق .

وقد أخرج الجماعة- غير أبي داود- عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم{[2961]} : " لا تقتل نفس ظلما إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها . لأنه كان أول من سن القتل " . انتهى .

ولما قتله لم يدر ما يصنع به من إفراط حيرته .


[2961]:- أخرجه البخاري في: 60- كتاب الأنبياء، 1- باب خلق آدم صلوات الله عليه وذريته، حديث 1575.