فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{فَطَوَّعَتۡ لَهُۥ نَفۡسُهُۥ قَتۡلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُۥ فَأَصۡبَحَ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ} (30)

قوله : { فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ } أي سهلت نفسه عليه الأمر وشجعته وصوّرت له أن قتل أخيه طوع يده سهل عليه ، يقال تطوّع الشيء : أي سهل وانقاد وطوعه فلان له : أي سهله . قال الهروي : طوّعت وطاوعت واحد ، يقال طاع له كذا : إذا أتاه طوعاً ، وفي ذكر تطويع نفسه له بعدما تقدّم من قول قابيل { لأَقْتُلَنَّكَ } وقول هابيل : { لِتَقْتُلَنِي } دليل على أن التطويع لم يكن قد حصل له عند تلك المقاولة . قوله : { فَقَتَلَهُ } . قال ابن جرير ومجاهد وغيرهما : روي أنه جهل كيف يقتل أخاه فجاءه إبليس بطائر أو حيوان غيره ، فجعل يشدخ رأسه بين حجرين ليقتدي به قابيل ففعل ؛ وقيل غير ذلك مما يحتاج إلى تصحيح الرواية .

/خ31