{ فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين } فسهلت نفس القاتل للقاتل أمر إزهاق روح أخيه ، وصورت له أن قتل أخيه طوع يسير ؛ - وفي ذكر تطويع نفسه له بعدها تقدم من قول قابيل : { لأقتلنك } ، وقول هابيل : { لتقتلني } دليل على أن التطويع لم يكن قد حصل له عند تلك المقاولة-( {[1727]} ) ؛ فصار بقتل أخيه خاسرا ، فاته الكثير من ربح الدنيا ، إذ أهلك أخاه ، وفجع أهله ، وسن القتل ؛ ومن المعلوم أن من سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها ؛ وخسرانه في الآخرة لا يقادر قدره ؛ وهكذا ففي الآيات الكريمات تقبيح للحسد ، وتحذير منة سوء عاقبة الحاسد في عاجله وآجله ، حتى لقد يبلغ به هذا الداء أن يهلك نفسه بقتل أقرب الناس إليه قرابة ، وأولاهم بالحنو عليه ، ورفع الضر إذا نزل به ؛ وفي الأجل يأكل الحسد حسنات الحاسد كما تأكل النار الحطب ؛ بل وفي الآيات المباركات وعيد للغادرين الغاوين ، ووعد للمتقين المصلحين ؛ فإن التقى المصلح وإن بغي عليه منصور ، إن فاته نصر الدنيا ، فحسبه ما أعد الله له في العقبى ، والغادر الجائر بغيه على نفسه ؛ يقول أبو جعفر : يقول تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : واتل على هؤلاء اليهود الذين هموا أن يبسطوا أيديهم إليكم ، عليك وعلى أصحابك معك ، وعرفهم مكروه عاقبة الظلم والمكر ، وسوء مغبة الجور ونقض العهد ، وما جزاء الناكث ، وثواب الوافي خبر ابني آدم هابيل وقابيل ، وما آل إليه أمر المطيع منهما ربه ، الوافي بعهده ، وما إليه صار أمر العاصي منهما ربه ، الجائر الناقض عهده ، فلتعرف بذلك اليهود وخامة غب عدوانهم ، ونقضهم ميثاقهم بينك وبينهم ، وهمهم بما هموا به من بسط أيديهم إليك وإلى أصحابك ، فإن لك ولهم في حسن ثوابي وعظيم جزائي على الوفاء بالعهد الذي جازيت المقتول الوافي بعهده من ابني آدم ، وعاقبت به القاتل الناكث عهده عزاء جميلا . ا ه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.