محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ فِي لَيۡلَةِ ٱلۡقَدۡرِ} (1)

مقدمة السورة:

بسم الله الرحمن الرحيم

97- سورة القدر

قال السيوطي : فيها قولان ، والأكثر أنها مكية ، وآيها خمس .

{ إنا أنزلناه في ليلة القدر } أي أنزلنا القرآن على قلب خاتم النبيئين ، بمعنى ابتدأنا إنتزاله في ليلة القدر ، وقد وصفت بالمباركة في قوله تعالى {[7521]} { إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين } وكانت في رمضان لقوله تعالى{[7522]} { شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان }

قال الإمام : سميت ليلة القدر إما بمعنى ليلة التقدير ؛ لأن الله تعالى ابتدأ فيها تقدير دينه وتحديد الخطة لنبيه في دعوة الناس إلى ما ينقذهم مما كانوا فيه ، أو بمعنى العظمة والشرف من قولهم :( فلان له قدر ) ، أي له شرف وعظمة ؛ لأن الله قد أعلى فيها منزلة نبيه وشرفه وعظمه بالرسالة ، وقد جاء بما فيه الإشارة ؛ بل التصريح بأنها ليلة جليلة بجلالة ما وقع فيها من إنزال القرآن ، فقال : { وما أدراك ما ليلة القدر } .


[7521]:44 / الدخان / 3.
[7522]:2 / البقرة / 185.