تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُقَدِّمُواْ بَيۡنَ يَدَيِ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦۖ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٞ} (1)

مقدمة السورة:

سورة الحجرات مدنية وآياتها ثماني عشرة ، نزلت بعد سورة المجادلة . وهي من آخر ما نزل من القرآن الكريم ، إذ نزلت في السنة التاسعة من الهجرة . وتتضمن هذه السورة الكريمة حقائق كبيرة من حقائق العقيدة والشريعة ، وتشمل مناهج التكوين والتنظيم وقواعد التربية والتهذيب ومبادئ التشريع والتوجيه ، ما يتجاوز حجمها وعدد آياتها بمرات كثيرة ، حتى لقد سمّاها بعضهم " سورة الأخلاق " . وقد سميت " سورة الحجرات " لأن الله تعالى ذكر فيها بيوت النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ، وهي الحجرات التي كان يُسكن فيها أزواجه الطاهرات ، وذلك في عام الوفود . وكان بعض الوافدين أعرابا جفاة ، فكانوا ينادون من وراء الحجرات بأصواتهم الجافية : يا محمد ، اخرج إلينا . فكره النبي صلى الله عليه وسلم هذه الغلظة والجفوة ، ونزل القرآن الكريم بتعليم الناس حسن الأدب مع الرسول الكريم . { إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون . . } .

والسورة مشتملة على تهذيب وتشريع من شأنها رسم معالم كاملة لعالم رفيع كريم . وذلك لما تحويه السورة من القواعد والأصول والمبادئ التي يقوم عليها هذا العالم ، وما فيها من جهد ضخم رصين ، تمثله توجيهات القرآن الكريم والتربية النبوية الحكيمة ، لإنشاء الجماعة المسلمة وتربيتها لإبداع ذلك العالم الرفيع الكريم .

وقد جاء في السورة الكريمة خمسة نداءات بلفظ { يا أيها الذين آمنوا } وجاء نداء واحد بلفظ { يا أيها الناس } لأن الخطاب كان عاما للمؤمنين والكافرين ، وذلك في الآية العظيمة التي تضع مبدأ أن الشرف والعظمة هو بالتقوى ، لا بالأحساب والأنساب ، في قوله تعالى : { يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم } .

افتتحت السورة بنهي المؤمنين عن الحكم بأي شيء قبل أن يأمر به الله ورسوله ، وعن رفع أصواتهم فوق صوت النبي الكريم ، وأثنت على الذين يخفضون أصواتهم في حضرته ، وندّدت بمن لا يتأدبون فينادونه من وراء الحجرات بأصواتهم الجافية . ثم أمرت المؤمنين بالتثبت من أخبار الفاسقين وضعاف الإيمان ، وبينت الحكم عندما يتقاتل فريقان من المؤمنين وماذا يفعل الباقون إزاء ذلك . ونهت المؤمنين عن استهزاء بعضهم ببعض ، وتعييب بعضهم بعضا ، وعن ظن السوء بأهل الخير ، وعن تتبع بعضهم بعضا ، ونهت الأعراب عن ادّعاء الإيمان قبل أن يستقر في قلوبهم . ثم بينت من هم المؤمنون الصادقون ، وختمت الحديث بالنهي عن المن على رسول الله بالإسلام ، فالمنة لله عليهم بهدايتهم إلى الإيمان ، إن كانوا صادقين { إن الله يعلم غيب السموات والأرض ، والله بصير بما تعملون } .

لا تقَدموا بين يدي الله ورسوله : لا تعجلوا بالأمر قبل أن يأمر به الله ورسوله . يا أيها الذين آمنوا لا تعجَلوا بأي أمر قبل أن يقضيَ الله ورسوله لكم فيه ، فلا تقترحوا على الله ورسوله أي شيء قبل أن يقول الله ورسوله فيه ، واتقوا الله وراقِبوه خَشيةَ أن تقولوا ما لم يأذن لكم الله ورسوله به . إن الله سميع لما تقولون ، عليم بما تريدون .

في هذه الآية الكريمة وما يليها تأديبٌ للصحابة وتعليم وتهذيب ، فقد طلَب الله إليهم أن ينقادوا لأوامر الله ونواهيه ، ولا يعجَلوا بقولٍ أو فعل قبل الرسول الكريم .

قراءات :

قرأ يعقوب : لا تقدموا بفتح التاء والدال ، والباقون : لا تُقْدموا بضم التاء وكسر الدال المشدَّدة .

 
أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُقَدِّمُواْ بَيۡنَ يَدَيِ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦۖ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٞ} (1)

شرح الكلمات :

{ يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله } : أي لا تتقدّموا بقول ولا فعل إذ هو من قدم بمعنى تقدم . كمن ذبح يوم العيد قبل أن يذبح رسول صلى الله عليه وسلم ، وكإِرادة أحد الشيخين تأمير رجل على قوم قبل استشارة الرسول صلى الله عليه وسلم .

{ واتقوا الله إن الله سميع عليم } : أي خافوا الله إنه سميع لأقوالكم عليم بأعمالكم .

المعنى :

قوله تعالى { يا أيها الذين آمنوا } لو بحثنا عن المناسبة بين هذه السورة والتي قبلها لتجلت لنا واضحة إذا رجعنا بالذاكرة إلى موقف عمر رضي الله عنه وهو يريد أن لا يتم صلح بين المؤمنين والمشركين ، وإلى موقف الصحابة كافة من عدم التحلل من إحرامهم ونحر هداياهم والرسول يأمر وهُم لا يستجيبون حتى تقدمهم صلى الله عليه وسلم فنحر هديه ثم نحروا بعده وتحللوا ، إذ تلك المواقف التي أشرنا إليها فيها معنى تقديم الرأي بين يدي الله ورسوله وفي ذلك مضرة لا يعلم مداها إلاّ الله ولما انتهت تلك الحال وذلك الظرف الصعب أنزل الله تعالى قوله { يا أيها الذين آمنوا } أي بالله رباً وإلهاً وبالإِسلام شرعة ودينا وبمحمد نبيّا ورسولا ناداهم بعنوان الإِيمان ليقول لهم ناهيا { لا تقدموا بين يدي الله ورسوله } أي قولا ولا عملا ولا رأيا ولا فكرا أي لا تقولوا ولا تعلموا إلا تبعا لما قال الله ورسوله ، وشرع الله ورسوله { واتقوا الله } في ذلك فإِن التقدم بالشيء قبل أن يشرع الله ورسوله فيه معنى أنكم أعلم وأحكم من الله ورسوله وهذه زلّة كبرى وعاقبتها سوأى . ولذا قال { واتقوا الله إن الله سميع } أي لأقوالكم { عليم } بأعمالكم وأحوالكم . ومن هنا فواجب المسلم أن لا يقول ولا يعمل ولا يقضي ولا يُفتَي برأيه إلا إذا علم قول الله ورسوله وحكمهما وبعد أن يكون قد علم أكثر أقوال الله والرسول وأحكامهما ، فإّذا لم يجد من ذلك شيئا اجتهد فقال أو عمل بما يراه أقرب إلى رضا الله تعالى فإِذا لاح له بعد ذلك نص من كتاب أو سنة عدل عن رأيه وقال بالكتاب والسنة .

الهداية :

من الهداية :

- لا يجوز للمسلم أن يقدم رأيه أو اجتهاده على الكتاب والسنة فلا رأي ولا اجتهاداً إلاّ عند عدم وجود نص من كتاب أو سنة وعليه إذا اجتهد أن يكون ما اجتهد فيه أقرب إلى مراد الله ورسوله ، أي الصق بالشرع ، وإن ظهر له بعد الاجتهاد نص من كتاب أو سنة عاد إلى الكتاب والسنة وترك رأيه أو اجتهاده فوراً وبلا تردد .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُقَدِّمُواْ بَيۡنَ يَدَيِ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦۖ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٞ} (1)

مقدمة السورة:

بسم الله الرحمن الرحيم{[1]} .

سورة الحجرات{[2]} .

مقصودها الإرشاد إلى مكارم الأخلاق بتوقير النبي صلى الله عليه وسلم بالأدب معه في نفسه وفي أمته ، وحفظ ذلك من إجلاله بالظاهر [ ليكون-{[3]} ] دليلا على الباطن فيسمى إيمانا ، كما أن الإيمان [ بالله- ] يشترط فيه فعل{[4]} الأعمال الظاهرة والإذعان لفعلها بشرائطها وأركانها وحدودها لتكون{[5]} بينة على الباطن وحجة شاهدة له { ألم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا [ و-{[6]} ] هم لا يفتنون } فحاصل مقصودها مراقبة النبي صلى الله عليه وسلم في الأدب معه لأنها أول المفصل الذي هو{[7]} ملخص القرآن كما كان مقصود الفاتحة التي هي أول القرآن مراقبة الله ، وابتدئي ثاني{[8]} المفصل بحرف من الحروف المقطعة كما ابتدئي ثاني{[9]} ما عداه بالحروف المقطعة ، واسمها الحجرات واضح الدلالة على ذلك بما{[10]} دلت عليه [ آيته-{[11]} ] { بسم الله } الملك الجبار المتكبر الذي من أخل بتعظيم رسوله صلى الله عليه وسلم لم يرض عنه عملا { الرحمن } الذي من عموم رحمته إقامة الآداب للتوصل إلى حسن المآب { الرحيم } الذي خص أولى الألباب بالإقبال على ما يوجب [ لهم-{[12]} ] جميل الثواب{[13]} .

ولما نوه سبحانه في القتال بذكر النبي صلى الله عليه وسلم وصرح في ابتدائها باسمه الشريف وسمى السورة به ، وملأ سورة محمد بتعظيمه ، وختمها{[60614]} باسمه ، ومدح أتباعه لأجله ، افتتح هذه باشتراط الأدب معه في القول والفعل للعد{[60615]} من حزبه والفوز بقربه ، ومدار ذلك معالي الأخلاق ، وهي إما مع الله سبحانه وتعالى أو مع رسوله صلى الله عليه وسلم أو مع غيرهما وإن كان كل قسم لا يخلو عن لحظ الآخر ، وغيرهما إما أن يكون داخلاً مع المؤمنين في رتبة الطاعة أو خارجاً عنها ، وهو الفاسق ، والداخل في طاعة المؤمنين السالك لطريقتهم إما أن يكون حاضراً عندهم أو غائباً عنهم ، فهذه خمسة أقسام ، فصل النداء بسببها خمس مرات ، كل مرة لقسم منها ، وافتتح بالله لأن الأدب معه هو الأصل الجامع للكل والأس{[60616]} الذي لا يبنى إلا عليه ، فقال منادياً للمتسمين بأول أسنان القلوب تنبيهاً{[60617]} على أن سبب نزولها من أفعالهم لا-{[60618]} من أفعال أهل الكمال ، فهو هفوة تقال ، وما كان-{[60619]} ينبغي أن يقال{[60620]} ، وليشمل الخطاب المعهود للأدنى - ولو مع النفاق - من فوقه من باب الأولى : { يا أيها الذين آمنوا } أي أقروا بالإيمان { لا تقدموا } وحذف المفعول ليعم{[60621]} كل ما يصح تقديمه فيذهب الوهم-{[60622]} كل مذهب ، ويجوز أن يكون حذفه من قصد إليه أصلاً ، بل يكون النهي موجهاً إلى {[60623]}نفس التقدمة{[60624]} أي لا تتلبسوا{[60625]} بهذا الفعل ، ويجوز أن يكون من قدم - بالتشديد بمعنى أقدم وتقدم أي شجع نفسه على التقدم ، ومنه مقدمة الجيش ، وهم متقدموه{[60626]} ، وأشار إلى تهجين{[60627]} ما نهوا عنه وتصوير شناعته ، وإلى أنهم في القبضة{[60628]} ترهيباً لهم{[60629]} فقال : { بين يدي الله } أي الملك الذي لا يطاق انتقامه .

ولما كان السياق للنهي عن التقديم والتقدم ، وكان مقتضى الرسالة إنفاذ الأوامر والنواهي عن الملك من غير أن يكون من المرسل إليهم اعتراض{[60630]} أصلاً ، وبذلك استحق أن لا يتكلم بحضرته في مهم ولا يفعل مهم إلا بإذنه ، لأن العبيد{[60631]} لما لهم من النقص لا استقلال لهم بشيء أصلاً ، عبر بالرسول دون النبي بعد أن ذكر اسمه تعالى الأعظم زيادة في تصوير التعظيم فقال : { ورسوله } أي الذي عظمته ظاهرة جداً ، ولذلك قرن اسمه باسمه وذكره بذكره ، فهو تمهيد لما يأتي من تعظيمه ، فالتعبير بذلك إشارة إلى أن النفس إذا خليت وفطرتها الأولى ، امتلأت بمجرد رؤيته هيبة منه ، وإجلالاً له ، فلا يفعل أحد غير ذلك إلا بتشجيع منه لنفسه وتكليفها ضد{[60632]} ما تدعو إليه الفطرة الأولى القويمة ، فالمعنى : لا تكونوا{[60633]} متقدمين في شيء من الأشياء والله يقول الحق ويهدي السبيل ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يبلغ عنه لا ينطق عن الهوى ، فعلى الغير{[60634]} الاقتداء والاتباع ، لا الابتداء والابتداع ، سواء كان النبي صلى الله عليه وسلم غائباً أو حاضراً بموت أو غيره .

فإن {[60635]}آثاره كعينه{[60636]} ، فمن بذل الجهد فيها هدي للأصلح{[60637]} ،

{ والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا }[ العنكبوت : 69 ] .

ولما استعار للدلالة على القدرة التعبير باليدين وصور البينة ترهيباً من انتقام القادر إذا خولف ، صرح بذلك بقوله تعالى : { واتقوا الله } أي اجعلوا بينكم وبين غضب-{[60638]} الملك الأعظم وقاية ، فإن التقوى مانعة من أن تضعيوا حقه وتخالفوا أمره وتقدموا على شيء لم تعلموا رضاه فيه .

ولما كان سبحانه مع كل بعلمه ، وأقرب إليه من نفسه ، فكان مع ذلك غيباً محضاً لكونه محتجباً برداء الكبر وإزار العظمة والقهر ، وكان الإنسان لما غاب عنه نساء{[60639]} ، ذكره مرهباً{[60640]} بقوله مستأنفاً أو معللاً مؤكداً{[60641]} تنبيهاً على ما في ذلك من الغرابة والعظمة التي يحق للإنسان مجاهدة نفسه لأجلها في الإيمان به{[60642]} والمواظبة على الاستمرار على استحضاره ، لأن أفعال العاصي أفعال من ينكره : { إن الله } أي الذي له الإحاطة بصفات{[60643]} الكمال . ولما كان-{[60644]} ما يتقدم{[60645]} فيه إما قولاً أو فعلاً قال : { سميع } أي لأقوالكم أن تقولوها{[60646]} { عليم * } أي بأعمالكم{[60647]} قبل أن تعملوها .

وقال الإمام أبو جعفر بن الزبير : لما وصف سبحانه عباده المصطفين صحابة نبيه والمخصوصين {[60648]}بفضيلة مشاهدته{[60649]} وكريم عشرته فقال{ محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم }[ الفتح : 29 ] " {[60650]}إلى آخره{[60651]} " ، فأثنى سبحانه عليهم وذكر وصفه تعالى بذلك في التوراة والإنجيل ، وهذه خصيصة {[60652]}انفردوا بمزية تكريمها{[60653]} وجرت على واضح قوله تعالى{ كنتم خير أمة أخرجت{[60654]} للناس تأمرون بالمعروف }[ آل عمران : 110 ] إلى آخره{[60655]} ، وشهدت لهم بعظيم{[60656]} المنزلة لديه ، ناسب هذا طلبهم بتوفية الشعب الإيمانية{[60657]} قولاً وعملاً ظاهراً وباطناً على أوضح عمل وأخلص نية ، وتنزيههم{[60658]} عما وقع من{[60659]} قبلهم في{[60660]} مخاطبات أنبيائهم كقول بني إسرائيل{ يا موسى ادع لنا ربك }[ الأعراف : 134 ] إلى-{[60661]} ما شهد من هذا الضرب بسوء حالهم فقال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله } الآية و-{[60662]} { يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول } - إلى قوله - { والله غفور رحيم } فطلبوا بآداب تناسب عليّ إيمانهم{[60663]} وإن اغتفر بعضه لغيرهم من ليس في درجتهم وقد قيل حسنات الأبرار سيئات المقربين فكأن قد قيل-{[60664]} لهم : لا تغفلوا ما منح{[60665]} لكم في التوراة والإنجيل ، فإنها{[60666]} درجة لم ينلها غيركم{[60667]} من الأمم فقابلوها بتنزيه أعمالكم عن أن يتوهم في ظواهرها أنها صدرت عن عدم اكتراث{[60668]} في الخطاب ، أو{[60669]} سوء قصد في الجواب ، وطابقوا بين {[60670]}ظواهركم وبواطنكم{[60671]} و{[60672]}ليكن علنكم{[60673]} منبئاً بسليم سرائركم { إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى } ثم عرفوا بسوء حال من عدل به عن هذه الصفة فقال تعالى { إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون } ثم أمروا بالتثبت عند نزغة الشيطان ، أو تقول ذي بهتان { يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ } الآية ، ثم أمرهم بصلاح ذات بينهم والتعاون في ذلك بقتال الباغين العتاة{[60674]} وتحسين العشرة والتزام{[60675]} ما يثمر الحب والتودد الإيماني والتواضع ، وأن الخير كله في التقوى { إن أكرمكم عند الله أتقاكم } وكل ذلك محذر لعلي صفاتهم التي وصفوا بها في خاتمة سورة الفتح .


[1]:- هكذا ثبتت العبارة في النسخة المخزونة بالرباط – المراقش التي جعلناها أصلا وأساسا للمتن، وكذا في نسخة مكتبة المدينة ورمزها "مد" وموضعها في نسخة دار الكتب المصرية ورمزها "م": رب زدني علما يا فتاح.
[2]:- في م ومد: قال أفقر الخلائق إلى عفو الخالق؛ وفي الأصل: أبو إسحاق – مكان: أبو الحسن، والتصحيح من الأعلام للزركلي ج1 ص 50 وعكس المخطوطة أمام ص 56 وهامش الأنساب للسمعاني ج2 ص280.
[3]:- ضبطه في الأعلام بضم الراء وتخفيف الباء.
[4]:- ضبطه الشيخ عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني رحمه الله في تعليقه على الأنساب ج2 ص280 وقال: البقاعي يكسر الموحدة وفتح القاف مخففة وبعد الألف عين مهملة بلد معروف بالشام ينسب إليه جماعة أشهرهم الإمام المفسر إبراهيم بن عمر بن حسن الرباط بن علي بن أبي بكر البقاعي أبو الحسن برهان الدين من أجلة أهل القرن التاسع له عدة مؤلفات ولد سنة 809 وتوفي سنة 885 – اهـ.
[5]:- في م ومد: لطف الله بهم أجمعين، إلا أن لفظ "اجمعين" ليس في مد. والعبارة من "وآله" إلى هنا ليست في نسخة المكتبة الظاهرية ورمزها "ظ".
[6]:- في م ومد: لطف الله بهم أجمعين، إلا أن لفظ "اجمعين" ليس في مد. والعبارة من "وآله" إلى هنا ليست في نسخة المكتبة الظاهرية ورمزها "ظ".
[7]:- في م ومد وظ: برسالته.
[8]:- ليس في م ومد وظ.
[9]:- سورة 38 آية 29.
[10]:- في م وظ: اخرجه.
[11]:- ليس في م.
[12]:- ليس في م.
[13]:- في النسخ كلها: لا، وفي البخاري: ما، وقول علي رضي الله عنه نقل من البخاري فأثبتناها.
[60614]:من مد، وفي الأصل: ختم.
[60615]:من مد، وفي الأصل: المعتد.
[60616]:من مد، وفي الأصل: الآمن-كذا.
[60617]:من مد، وفي الأصل: بينهما.
[60618]:زيد من مد.
[60619]:زيد من مد.
[60620]:في مد: تقال.
[60621]:من مد، وفي الأصل: يعم.
[60622]:زيد من مد.
[60623]:من مد، وفي الأصل: التقديم.
[60624]:من مد وفي الأصل: التقديم.
[60625]:من مد، وفي الأصل: لا تتسلبوا.
[60626]:من مد، وفي الأصل: مقدموه.
[60627]:من مد، وفي الأصل: التهجيس.
[60628]:من مد، وفي الأصل: العنعنة-كذا.
[60629]:من مد، وفي الأصل: له.
[60630]:من مد، وفي الأصل: إعراض.
[60631]:من مد، وفي الأصل: الصيد.
[60632]:من مد، وفي الأصل: منه.
[60633]:من مد، وفي الأصل: لا يكونون.
[60634]:من مد، وفي الأصل: المعبر-كذا.
[60635]:من مد، وفي الأصل: إشارة كهيئة.
[60636]:من مد، وفي الأصل: إشارة كهيئة.
[60637]:من مد، وفي الأصل: للإصلاح.
[60638]:زيد من مد.
[60639]:من مد، وفي الأصل: بسا-كذا.
[60640]:من مد، وفي الأصل: ترهبا.
[60641]:زيد في الأصل: بقوله، ولم تكن الزيادة في مد فحذفناها.
[60642]:من مد، وفي الأصل: بها.
[60643]:من مد، وفي الأصل: "و".
[60644]:زيد من مد.
[60645]:من مد، وفي الأصل: تقدم.
[60646]:في مد: تقولها.
[60647]:من مد، وفي الأصل: لإعمالكم.
[60648]:من مد، وفي الأصل: بمشاهدته.
[60649]:من مد، وفي الأصل: بمشاهدته.
[60650]:ليس ما بين الرقمين في مد.
[60651]:ليس ما بين الرقمين في مد.
[60652]:من مد، وفي الأصل: أتقدروا بتكريمها.
[60653]:من مد، وفي الأصل: أتقدروا بتكريمها.
[60654]:ليس ما بين الرقمين من مد.
[60655]:ليس ما بين الرقمين من مد.
[60656]:من مد، وفي الأصل: بتعظيم.
[60657]:زيد في مد: وأخرى.
[60658]:من مد، وفي الأصل: نزههم-كذا.
[60659]:من مد، وفي الأصل: ممن.
[60660]:من مد، وفي الأصل : من.
[60661]:زيد من مد.
[60662]:زيد من مد.
[60663]:من مد، وفي الأصل: آدابهم.
[60664]:زيد من مد.
[60665]:من مد، وفي الأصل: صح.
[60666]:من مد، وفي الأصل: فإنهم.
[60667]:زيدت الواو في الأصل ولم تكن في مد فحذفناها.
[60668]:من مد، وفي الأصل: اكتساب-كذا.
[60669]:من مد، وفي الأصل "و".
[60670]:في مد: بواطنكم وظواهركم.
[60671]:في الأصل: بواطنكم وظواهركم.
[60672]:من مد، وفي الأصل: لكم عليكم.
[60673]:من مد، وفي الأصل: لكم عليكم.
[60674]:من مد، وفي الأصل: العصاة.
[60675]:من مد، وفي الأصل: إلزام.