سورة الحجرات مدنية{[1]}
قوله : { يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا } {[64223]} إلى قوله : { بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم } الآية [ 1 ] {[64224]} .
روى سفيان عن الأعمش {[64225]} عن خيثمة {[64226]} قال : هل تقرؤون {[64227]} { يا أيها الذين آمنوا } إلا وهي في التوراة " يا أيها المساكين " . فالمعنى : يا أيها الذين صدقوا محمدا صلى الله عليه وسلم {[64228]} لا تعجلوا بقضاء أمركم {[64229]} في دينكم قبل أن يقضي الله عز وجل {[64230]} ورسوله لكم فيه .
حكي عن العرب : فلان تقدم {[64231]} بين يدي إمامه ؛ أي : تعجل {[64232]} الأمر والنهي دونه {[64233]} .
قال ابن عباس معناه : لا تقولوا خلاف الكتاب والسنة {[64234]} .
وعنه أنه قال : نهوا أن يتكلموا بين يدي كلامه {[64235]} .
وقال مجاهد معناه : لا تفتاتوا {[64236]} على رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء حتى يقضيه {[64237]} الله عز وجل {[64238]} على لسان رسوله {[64239]} .
وقال قتادة : كان أناس {[64240]} يقولون لو نزل في {[64241]} كذا ، أو ضع كذا وكذا ، فكره الله عز وجل {[64242]} ذلك {[64243]} .
وقال الحسن : ذبح أناس من المسلمين قبل صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم {[64244]} يوم النحر ، فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يعيدوا {[64245]} ذبحا آخر لتقدمهم {[64246]} .
ففي هذا دليل أنه لا يجوز أن يؤدى {[64247]} فرض قبل وقته .
قال الضحاك : لا تقدموا بين يدي الله ورسوله : يعني بذلك في القتال ، وما كان من أمر دينهم ، لا يصلح لهم أن يتقدموا في أمر حتى يأمر فيه النبي صلى الله عليه وسلم {[64248]} {[64249]} .
وروى ابن أبي {[64250]} مليكة : أن الآية نزلت في رأي ، أشار به عمر على النبي صلى الله عليه وسلم {[64251]} ، وذلك أن النبي /صلى الله عليه وسلم {[64252]} أراد أن يستخلف على المدينة رجلا إذ مضى إلى خيبر ، فأشار عليه عمر برجل آخر {[64253]} .
وقيل : نزلت في سبب كلام دار بين أبي بكر وعمر رضي الله عنه وذلك أن ( وفدا من بني تميم ) {[64254]} قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم {[64255]} ، فقال له أبو بكر : أمّر القعقاع {[64256]} بن معبد ، وقال عمر : بل أمّر الأقرع بن {[64257]} حابس ، فقال له أبو بكر : ما أردت إلا خلافي ، فقال له عمر : ما أردت خلافك ، فتماريا حتى ارتفعت أصواتهما فنزلت هذه {[64258]} الآية في ذلك {[64259]} .
ثم قال : { واتقوا الله إن الله سميع عليم } [ أي : يسمع قولكم ويعلم فعلكم فاتقوه {[64260]} وخافوه ] .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.